تجاوزات في مطار بيروت ضحيتها الفنيون والمراقبون الجويون

خاص ـ سفير الشمال

فتحت أزمة الفنيين والمراقبين الجويين في مطار رفيق الحريري الدولي والتحرك الذي كانوا أعلنوا عنه، حيث هددوا بالتوقف عن العمل، ملفا واسعا حول إختلاف المعايير في التعاطي الرسمي معهم ومع سائر الموظفين لا سيما الاداريين، وحول جدوى تشغيل المطار خلال فترات الليل التي غالبا ما تحتاج الى كلفة أكبر، وهو أمر يتنبه له  بعض مطارات العالم التي تتوقف عن العمل ليلا تخفيفا للأكلاف ومنها مطار هيثرو في لندن، ومطار نيس في فرنسا.

تشير المعطيات الى أن الفنيين والمراقبين الجويين الذين يقومون بعملهم في مطار بيروت على مدار أيام الاسبوع وطيلة ساعات النهار تعرضوا لظلم كبير بنقل تعويضاتهم المالية الى الاداريين الذين يتوافق مطلعون على حركة المطار بأنهم لا يعملون خلال فترات الليل ونادرا ما يداومون خلال النهار، الأمر الذي دفع الفنيين والمراقبين الى التهديد بالتوقف عن العمل.

واللافت أن المطار الذي يعمل بنسبة عشرة بالمئة من طاقته بفعل الأزمة الاقتصادية في البلاد ووباء كورونا، لا يحتاج الى العمل 24 ساعة وخصوصا خلال فترات الليل لدفع مصاريف الاضاءة والتكييف والمنطقة الحرة والمدارج، بل يمكن لادارة الطيران المدني أن تحذو حذو المطارات العالمية بالتوقف عن العمل خلال فترات الليل لتخفيف الأكلاف المالية خصوصا في ظل الأزمات الضاغطة التي يواجهها لبنان على كل صعيد.

ويقول متابعون: لا يجوز أن تسير مديرية الطيران المدني وفق أهواء عدد من شركات الطيران، بل يجب أن تأخذ المديرية قرارا يقضي بتدفيع الشركة التي تختار ساعات الليل مواعيدا لرحلاتها رسوم إضافية كما يحصل في سائر المطارات.

ويضيف هؤلاء: إن عمل المطار بنسبة عشرة بالمئة من طاقته يعني أنه يحتاج فقط الى عشرين بالمئة من الموظفين، الأمر الذي يطرح علامات إستفهام كبيرة حول تعاطي مديرية الطيران المدني مع وضع المطار والقدرة التي يعمل بها، ومع الفنيين والمراقبين الجويين الذين تم حرمانهم من تعويضاتهم المالية من دون وجه حق لمصلحة الاداريين الذين لا يعملون.

علما أن المطار يشهد خللا وظيفيا واضحا سواء في رئاسته أو في المديرية العامة للطيران المدني اللتين يتولى إدارتيهما اليوم موظف متعاقد وبالانابة، في حين أنه لا يجوز جمع مهام رئاسة المطار والمديرية العامة في شخص واحد، ما يجعل سير العمل في المطار مشوبا بكثير من التجاوزات التي تسيء الى صورة مطار رفيق الحريري الدولي.

Post Author: SafirAlChamal