هل يكون ″الخميس الثاني″ فأل حسن على الحريري؟… عبد الكافي الصمد

قبل أكثر من ثلاث سنوات ونيّف، وتحديداً في 19 كانون الأول من عام 2017، ظهر الرئيس سعد الحريري في فيديو لا تزيد مدته على 10 دقائق، على موقع ″يوتيوب″، مع المطرب السوري معن البرغوث مردّدا معه مطلع أغنيته “يا هلا بالخميس”، قبل أن يختم البرغوث الفيديو الذي لاقى رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي بعبارة ″يا هلا بالرئيس″.

والبرغوث، للمناسبة، مغن ومنشد سوري مقيم في العاصمة السعودية الرياض، وهو صاحب أغنية “يا هلا بالخميس” التي اشتهرت على مواقع التواصل الإجتماعي، ونال بسببها البرغوث جائزة “موركس دور” لأفضل أغنية خليجية شكّلت ظاهرة العام في عام 2018.

يعود التذكير بالأغنية لسبب رئيسي هو أنّها متعلقة بيوم الخميس، وهو اليوم الذي طارت معه الإستشارات النيابية الملزمة التي أجّلها رئيس الجمهورية ميشال عون مدّة أسبوع من يوم الخميس الماضي إلى يوم الخميس المقبل، ما جعل الحريري ومعه البلد والإستشارات عالقين بين خميسين: الأول أدى إلى نشوب أزمة سياسية ودستورية غير مسبوقة في تاريخ تشكيل الحكومات في لبنان، وتحديداً منذ إقرار اتفاق الطائف في عام 1989؛ والثاني، يترقبه كثيرون بأمل أن يسفر عن إنفراج في الأزمة ويمنع إنفجارها، وتجاوز قطوع الخميس الماضي بالخميس المقبل.

فعندما أجّل رئيس الجمهورية الإستشارات في 14 من الشهر الجاري أسبوعاً، عشية موعد إجرائها في اليوم التالي، كادت تلك الخطوة المفاجئة تؤدي إلى تلاشي أي أمل بالتوصل إلى تسوية تمهد الطريق لتشكيل الحكومة، خصوصاً بعدما تسربت معلومات عن أنّ الحريري قد يُقدم على سحب ترشيحه، وقلب الطاولة في وجه الجميع، وتحديداً عون والوزير السابق جبران باسيل، بعدما وضع “الكباش السياسي”، والنكد والكيد السياسيين، بين الحريري وباسيل البلاد على كفّ عفريت.

بعد تأجيل الإستشارات أسبوعاً، مع بقاء مخاوف من احتمال تأجيلها أسبوعاً آخر، أجمعت المصادر والمعلومات المتداولة أن “الخلاف” الشخصي بين الحريري وباسيل، والذي تجاوز الخلاف السياسي، هو السبب الرئيسي الذي يقف وراء قرار التأجيل، وأن تقريب وجهات النظر بين الرجلين، بمبادرة من أحدهما أو عبر وسيط، هو السبيل الوحيد لتسلك الإستشارات طريقها الطبيعي الخميس المقبل، وتكليف الحريري ومن ثم البدء بالمرحلة الثانية وهي مرحلة التأليف.

وتشير المعلومات في هذا الصدد إلى أنّ النقطة العالقة في مسألة تأليف الحكومة هي تلك المتعلقة بتسمية وزرائها، هل هو رئيس الحكومة المكلف، أم الأحزاب والتيارات السياسية الممثلة في مجلس النواب، وأن الحريري يريد أن تكون تسمية الوزراء من ضمن مهمته، وهو ما ترفضه جميع الكتل والاحزاب والتيارات، معتبرة أن الذي لم يحصل عليه الدكتور مصطفى أديب أيام تكليفه وقبل اعتذاره، لن يعطى إلى الحريري، لأن مسألة مشاركة الأحزاب والتيارات والكتل في الحكومة تعتبر مصيرية بالنسبة لها، وهي ترفض التنازل عن حق تعتبره مصيري ووجودي بالنسبة لها.

بناءً عليه، فإنه إذا نجحت المساعي في تقريب وجهات النظر بمسألة تسمية وزراء الحكومة المقبلة، وتم التوافق على صيغة ما، فإن تكليف الحريري يوم الخميس المقبل يعدّ منتهياً، أما إذا بقيت العقدة مستعصية فإن أزمة الإستشارات والتكليف ستطول، وستكون تداعياتها ثقيلة على كل الصعد.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجراءات احتواء كورونا تتعثّر وتحذيرات من ″الأسوأ″ القادم… عبد الكافي الصمد

  2. إنهيار الليرة تأخّر سنتين.. والسّياسات الخاطئة تنذر بالأسوأ… عبد الكافي الصمد

  3. عالم ما بعد كورونا غير: ماذا عن لبنان؟… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal