تحالف ″حزب الله″ و″الوطني الحر″ يهتز للمرة الثانية.. هل تكون الثالثة ثابتة؟!… غسان ريفي

تُعرب مصادر سياسية عن إعتقادها بأن التصلب الذي أبداه حزب الله تجاه تشكيل حكومة الدكتور مصطفى أديب، وإصراره على إنتزاع حقيبة المالية وعلى تسمية سائر الوزراء الشيعة وصولا الى دفع الرئيس المكلف لتقديم إعتذاره، وما تلاه من كلام عالي النبرة للسيد حسن نصرالله، لم يكن من أجل تأمين حضور “الثنائي الشيعي” في السلطة التنفيذية للمشاركة في صنع القرار أو مراقبة أعمال الحكومة من الداخل، بل لشعوره أنه قد يفقد الأكثرية النيابية القادرة على إسقاط الحكومة في مجلس النواب عند أي خطأ ترتكبه.

لم يأت شعور حزب الله من فراغ، بل من مسار سياسي واضح لحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون الذي كان يسير في ركب المبادرة الفرنسية ويروّج للمداورة في الحقائب وعدم تخصيص أي منها لأي طائفة وذلك بعكس توجهات “الثنائي الشيعي”، وإنعكاس هذا الموقف الرئاسي على التيار الوطني الحر الذي أرسل أكثر من إشارة إيجابية تجاه المبادرة وتجاه دعوة عون الى إعتماد المداورة، وتأكيده بأنه لا يريد شيئا لنفسه في الحكومة، الأمر الذي أظهر أن التعطيل ناتج عن تصلب “الثنائي”.

لم ينته الأمر عند هذا الحد، بل كان لافتا تأييد النائب جبران باسيل لما جاء في المؤتمر الصحافي للرئيس إيمانويل ماكرون الذي شن فيه هجوما عنيفا على “الثنائي الشيعي” وعلى حزب الله بالتحديد، وحصر إعتراضه فقط على تعميم الاتهامات لتطال تياره، من دون أن يبادر في الدفاع عن حليفه إنطلاقا من تفاهم “مار مخايل” الذي يقول مطلعون أن الاهتزاز بات سمة ترافقه.

وإذا كان تشكيل الحكومة قد أظهر هذا التباين بين عون وباسيل من جهة وبين حزب الله وحركة أمل من جهة ثانية، فإن “إتفاق الاطار” حول ترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي والذي أعلنه الرئيس نبيه بري قد طوّر هذا التباين الى خلاف، بدءا من الاعتراض الضمني للرئيس عون عبر بيان مكتب الاعلام لرئاسة الجمهورية الذي أعلن أن “عون هو من سيتولى عملية التفاوض، من دون أن يأتي على ذكر الرئيس بري  الذي أوحى البيان بين سطوره بأن ثمة إمتعاضا منه، ورسالة في الوقت نفسه حول منح الدستور صلاحيات لرئيس الجمهورية لادارة المفاوضات”.

ويبدو أن ما لم يقله عون قاله باسيل صراحة من خلال تغريدة إعتبرها متابعون قاسية جدا، ولا يمكن أن تمرّ لدى حزب الله أو جمهور المقاومة، حيث دعا الى “مفاوضات على الطريقة اللبنانية، لا على الطريقة الفارسية ولا العربية”.

وبدا من خلال هذه التغريدة أن باسيل بدأ يتبنى خطاب خصوم حزب الله لا سيما من المسيحيين بهدف الحصول على شعبية بات يشعر بتراجعها في شارعه، الأمر الذي شكل إستفزازا كبيرا لجمهور حزب الله الذي لم يتوان عن إستخدام منصات التواصل الاجتماعي للرد عليه.

 تقول مصادر سياسية متابعة: إن العين الحمراء لحزب الله على التيار الوطني الحر بدأت تتحول الى غضب، فالحزب الذي صمت تجاه ما كان يعتبره “سقطات” غير مقصودة أو عفوية لجبران باسيل في محطات عديدة، لا يمكن له أن يصمت على خرق بعض الثوابت والمسلمات في العلاقة بين الحزب والتيار.

ويرى هؤلاء أن سلوك التيار تجاه حزب الله خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، وتعاطيه السلبي مع “إتفاق الاطار” لترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي، خصوصا أن الرئيس بري أكد أن مهمته إنتهت وهي تنتقل اليوم الى رئيس الجمهورية والحكومة والجيش، قد شكلا خرقين قاسيين للتحالف القائم بين الطرفين، فهل يستمر هذا السلوك السلبي فتكون الثالثة ثابتة؟!..


مواضيع ذات صلة:

  1. جريمة كفتون.. أنقذت لبنان!.. غسان ريفي

  2. في كانون الأول المقبل.. لبنان يكون أو لا يكون!… غسان ريفي

  3. لغة العالم لا تفهمها السلطة.. والعهد يطلق النار على نفسه!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal