الناس بالناس و″القوات″ تستعرض عضلاتها!… مرسال الترس

في وقت كان فيه اللبنانيون يذرفون الدموع على أربعة ابطال من الجيش اللبناني سقطوا شهداء بحقد إحدى الخلايا الأرهابية النائمة في البداوي – شمال لبنان!

وفي وقت يعيش فيه اللبنانيون التداعيات الخانقة لأسوأ أزمة مالية ومعيشية منذ الإستقلال، مضافاً إليها أزمة الكورونا اللعينة التي تشد الخناق على رقابهم!

وفي وقت يعيش فيه اللبنانيون قلق الأزمة السياسية – الحكومية بعد الإنفجار الكارثي في مرفأ بيروت واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، في ظل رسم خرائط سياسية جديدة في المنطقة!  

قرّر حزب القوات اللبنانية الإحتفال وفق “أسلوبه المميز” بالذكرى الثامنة والثلاثين لإغتيال رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميّل ومن أمام المقر الرئيسي للتيار الوطني الحر شرق العاصمة بيروت!

بالتأكيد من حق حزب القوات اللبنانية الإحتفاء بذكرى غياب مؤسسه بالزمان والمكان المناسبين، ولكن ما هو غير مناسب هو أن يستغل الحزب الخلافات السياسية بين المسيحيين لمحاولة فرض معادلات جديدة تخدم استراتجيته التي تُرسم حول مضامينها العديد من الأسئلة. ففي السنوات السبع والثلاثين المنصرمة كان يشارك في إحتفالات المناسبة التي تُقام في منطقة الأشرفية – قرب مكان حصول التفجير، وغالباً في إحدى المؤسسات التربوية الخاصة بإحدى الرهبانيات. فلماذا استفاق بعد هذه المدة على تنظيم اعتصامات على أبواب القصر الجمهوري وتطواف بالسيارات وصفه بيان قيادة الجيش – مديرية التوجيه بالآتي:”تطوّر إشكال بين مناصرين حزبيين إلى ​إطلاق نار​ في الهواء على خلفية قيام عدد من مناصري ​حزب القوات اللبنانية​ بالتجمّع قرب مركز ​التيار الوطني الحر​ في منطقة ميرنا الشالوحي ورشقه بالحجارة وإطلاق الهتافات والشعارات الاستفزازية”. أليس هذا استغلالاً سياسياً وأمنياً لمن يعتبره جزء من المسيحيين رمزاً  لهم؟

التفسير الوحيد الذي أعطاه المراقبون لما حصل يندرج تحت عنوانين لا ثالث لهما:

إما أن حزب القوات سعى لاستعراض عضلات في مرحلة حساسة جداً، لجس نبض الجهات المعنية حول رد فعلها إزاء أي تحرك جديد في المستقبل. أو أنها  تستدرج عروض للداخل والخارج على أنها مستعدة لكل السيناريوهات؟

احد الوزراء السابقين من كادرات التيار الوطني الحر غرّد بالآتي:”ماذا لو نظم التيار مسيرة الى معراب في 13 تشرين”؟ فهل سيهضم عندها حزب القوات أي تحرك على هذا المستوى، وكيف ستكون ردة فعل مناصريه؟

الثابت لدى جميع المسيحيين أنهم قرفوا هذا النمط من التنافس الذي يدفعهم للعيش على أعصابهم، بعدما عاشوا لفترة وجيزة على شعار “أوعا خيّك” الذي سقط بالضربة القاضية!.


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal