عندما تتحول العقوبات إلى أوسمة!… مرسال الترس

معركة جديدة أوقدت نارها الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل وحلفاؤهما بوجه حزب الله  وشرارتها العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة في واشنطن بحق الوزيرين السابقين علي حسن خليل  (حركة أمل) ويوسف فنيانوس (تيار المرده) … والحبل على الجرار كما تشير مختلف التسريبات المعطوفة على تهديدات مبطنة.

ولأن العلاقة بين حزب الله وكل من حركة أمل وتيار المرده استراتيجية وعميقة وعلى “رأس السطح”. اجمعت ردود الفعل على إعتبار أن أية عقوبات تُفرض على أيٍ من كوادرهم هي بمثابة “اوسمة شرف” تُعلّق على من يُصبح إسمه على تلك اللوائح السوداء بنظر الأميركي، والناصعة البياض برأي الفريق اللبناني. ففي أي حقل ألغام ستنحو الأمور ومن سيرفع لواءه في نهاية الشوط؟

الفريق الأميركي وحلفاؤه مصممون على تسجيل أكبر عدد من الأهداف في مرمى حزب الله لخنقه وتطويعه إذا أمكن، بعدما بات عصياً على الآلة العسكرية الاسرائيلية التي تفتش عن أفخاخ تنصبها داخل لبنان لإجباره على قبول الوقائع، وتبعد عنها احتمالات حرب قد تكون نتائجها أسوا بكثير مما خلفته حرب تموز عام 2006. 

الفريق المتلقي للعقوبات يراهن على ترك الأميركي لحلفائه وسط الطريق كما عادته لأنه ليس بوارد خسارة أي جندي خارج الأرض الأميركية، ولعل اكبر دليل هو إنسحابه السريع من لبنان عام 1983 بعد تفجير مقر المارينز. مضافاً إليه ما حصده فريق الرابع عشر من آذار في السنوات الأخيرة من خيبات متتالية، من دون أن يغفل أن نظرة الأميركي للواقع الاسرائيلي تختلف عما يتعاطى فيه مع الآخرين في الشرق الأوسط. ولذلك هو مصمم على عدم الأستسلام للتمنيات الأميركية – الإسرائيلية، وقد ظهر ذلك بوضوح في ردود الفعل الأولية على العقوبات الجديدة: فحركة أمل أكدت أن العقوبات لن تغير من قناعاتها وثوابتها الوطنية والقومية. معتبرة أن من فرضها مخطئ في العنوان وفي الزمان والمكان!!

من جهته رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه قال بالصوت العالي: “لم ولن نخجل يوماً بمواقفنا بل نفتخر ونجاهر بها من منطلق إيماننا بأرضنا وسيادتنا وهويتنا. وقال:” لم نستح يوماً بتأييدنا السياسي للمقاومة، بل نفتخر بذلك جازماً بان العقوبات ستفضي الى مفعول عكسي”.

أما حزب الله الذي وصف الإدارة الأميركية بالسلطة الإرهابية التي ترعى الأرهاب الصهيوني والتكفيري في المنطقة أعرب عن قناعته بأن تلك العقوبات لن تتمكن من تحقيق أهدافها ‏وإخضاع اللبنانيين وإجبارهم على التنازل عن حقوقهم الوطنية السيادية.

الواضح لدى العديد من المراقبين أن الإدارة الأميركية تسعى جاهدة لتحقيق أهداف تخدم الانتخابات المقررة في مطلع تشرين الثاني المقبل، فيما اللبنانيون يلوحون بالتوجه شرقاً لإزعاج تلك الإدارة المتغطرسة التي سمحت لنفسها ان تعاقب كل من يرشق إسرائيل بوردة، فكيف بصاروخ؟..‏


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal