متى نستفيق من هذا الكابوس؟… حسناء سعادة

قبل إحياء ذكرى الأربعين لضحايا مرفأ بيروت، عاش اهالي المناطق المحيطة بهذا المرفق الحيوي رعباً من تكرار المشهد الكارثي الذي اودى بحياة عشرات الشهداء وحصد اكثر من خمسة الاف جريح ودمر بيوتا وممتلكات وشرد عائلات.

ما ان تصاعدت سحب الدخان من مرفأ بيروت حتى سيطرت حال من “الفوبيا” على المواطنين في محيطه، حيث منهم من سارع الى اخلاء المكاتب والمباني، ومنهم من سارع لا شعوريا الى الاحتماء بجدار او عمود في منزله او مكتبه، ومنهم من ترك سيارته مركونة في مكانها وهرول سيرا على الاقدام نحو اماكن يعتقد انها اكثر امناً.

“ما متت ما شفت مين مات” عبارة تكررت على السنة الهاربين الذين توقعوا اي شيء رهيب قد يحصل في اي لحظة “بعد ما نسينا 4 آب” تقول صبية وهي تركض من الجميزة صعودا نحو الاشرفية فيما تطمئن اهلها عبر الخليوي انها بخير.

من رأى مشهد الناس المذعورة امس من حريق مرفأ بيروت، “يَلعن اخت السياسة والسلطة الحاكمة ومعها المسؤولين” الذين لم يستخلصوا اي عبرة من اضخم وابشع واخطر انفجار ليس في تاريخ هذا البلد بل ربما في العالم أجمع.

عيب ان نستمر في الاستلشاق والاستهتار وعدم تأمين ولو الحد الادنى من السلامة العامة.

عيب ان نردد المعزوفة ذاتها ونتهم عمال التلحيم بانهم السبب من دون ان يؤكد ذلك التحقيق الرسمي الذي وبعد مرور 38 يوماً لا يزال قابضا على القتيل والقاتل مجهول.

عيب ان نقول أن خطأ تقنيا في مكان لم تجف فيه الدماء بعد والمفترض ان يتم اتخاذ اقصى درجات الحذر والحيطة فيه.

عيب اننا لا نزال نتلهى بحجم الحكومة وتوزيع حقائبها حصصا على المحظوظين فيما نصف شبابنا بات وراء البحار والنصف الاخر عاطل عن العمل.

عيب والف عيب ان لا ترف للسلطة اي جفن والبلد ينحدر بسرعة قصوى نحو الهاوية.

نعم من المعيب اننا في لبنان لا نتعلم الدروس من الماضي ولا نخطط للمستقبل فيما الحاضر كابوس لا نعلم متى نستيقظ منه.


مواضيع ذات صلة:

  1. رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة

  2. زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

  3. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal