قوارب الموت تنشط.. شباب لبنان يسمعون كلام رئيس الجمهورية ويهاجرون!… أحمد الحسن

يوما بعد يوم تشتد الازمة الاقتصادية الاقسى بتاريخ لبنان الحديث على مختلف فئات الشعب لا سيما الشباب منهم الذين يعيشون ظروفا صعبة دمرت احلامهم وقضت على طموحاتهم ومستقبلهم، حيث البطالة والفقر ينهشان بهم بعد تخطيهما معدلات قياسية بلغت 60 % وسط غياب دولة غير مسؤولة وحكام لا يكترثون لما يحصل لشعبهم الذي يعيش الامرين للحصول على لقمة العيش.

لم يعد خافيا على احد انه ونتيجة لهذه الظروف القاهرة في لبنان فإن “الهجرة” سوف تعود بقوة للهروب من واقع أليم ومستقبل مجهول، حيث شهدت البلاد في الاشهر الاخيرة حركة كبيرة للشباب على ابواب السفارات الاجنبية الكندية منها والاسترالية بانتظار تأشيرة سفر تنتشلهم من المستنقع اللبناني، ووفقا للمعلومات فقد بلغ عدد الطلبات المقدمة في السفارتين حوالي 24 الفا وهو رقم كبير وفي تزايد مستمر إلا أن 3 الاف فقط منهم حصلوا على الموافقة.

لم يقتصر الامر عند هذا الحد فقد نشطت ايضا وبكثافة الهجرة غير الشرعية عبر  البحر ضمن “قوارب الموت” الى قبرص والتي إما أن تهرب من القوى العسكرية أو أن تغرق وتعرض حياة من فيها للخطر والذين أيضا بدأوا يواجهون الترحيل.

منذ يومين تمكن قارب على متنه 14 طفلا و6 نساء و13 رجل بينهم 3 سوريين انطلقوا من الشمال تحديدا من ميناء طرابلس من الوصول الى قبرص بعد أن خاطروا بحياتهم هربا من واقع مرير، ولكن المفاجئة والصدمة كانتا في أن السلطات القبرصية وبالتنسيق مع السلطات اللبنانية خذلتهم ولم تقف الى جانبهم، حيث اعادتهم الى لبنان الامر الذي يظهر ان هناك سلوكا جديدا يتم إعتماده مع المهاجرين من قبل قبرص والدول الاوروبية التي لم تعد ترغب في استقبال المزيد منهم خاصة بعد الازمة السورية والكم الهائل من اللاجئين الذين باتوا على اراضيها.

ليست المرة الاولى التي تنطلق فيها قوافل الهجرة غير الشرعية عبر البحر من شمال لبنان، فالجيش اللبناني سبق وضبط العديد منها مؤخرا، حيث يلاحظ المتابعون ان معظم المهاجرين هم من منطقة الشمال وتحديدا طرابلس التي صنفت من قبل وكالة التنمية التابعة للأمم المتحدة قبل بضعة سنوات بأنها المدينة الأفقر ضمن حوض المتوسط.

فور انتشار صور الشبان والاطفال المهاجرين على مواقع التواصل الاجتماعي حمّل كثير من الناشطين مسؤولية ما وصفوه بالجريمة الى العهد القوي والسياسات التي يتبعها فريقه الحاكم من تهميش والغاء لدور عاصمة الشمال، خصوصا بعد ثورة 17 تشرين الاول حيث تصدرت عروس الثورة المشهد وكانت في مقدمة المطالبين باسقاط السلطة الحاكمة مع العهد.

هذا الواقع ذكّر كثيرون كيف أن رئيس الجمهورية وفي أول مقابلة له بعد إنطلاق الثورة قال: “اذا ما في ادمي بالسلطة خلي الشعب كلو يهاجر”. حيث قالوا: “يبدو أن كثيرا من المواطنين يركبون قوارب الموت تلبية لدعوة الرئيس”.


مواضيع ذات صلة:

  1. التخبط في فحوصات كورونا.. يتسبب بكارثة في عكار… أحمد الحسن

  2. القصة الكاملة لـ″مجزرة كفتون – الكورة″.. إغتيال سياسي أم سطو مسلح؟… أحمد الحسن

  3. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal