ما هو الحديث الذي سيدور بين فيروز وماكرون؟… حسناء سعادة

رغم انها ستكون بعيدة عن الاضواء الا ان زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى سفيرتنا الى النجوم السيدة فيروز تخطف الانظار والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يعبر رواد هذه المواقع عن مكنونات نفوسهم طالبين من “ايقونة لبنان” ان تنقل معاناتهم ومآسيهم لرئيس الدولة التي اعلنت منذ مئة عام قيام دولة لبنان الكبير… فماذا بقي من هذا اللبنان وهل ستحمل الزيارة الى فيروز او الى غيرها بارقة امل في بلد فن السياسة فيه غريب وعجيب حيث ينام المواطن على وضع ليستيقظ على اخر، وحيث بسحر ساحر تسقط الاسماء على المواقع فيترتب اسم رئيس الحكومة قبل ساعات من موعد الاستشارات النيابية الملزمة؟.

اياً يكن الامر…ما يهمنا اليوم ورغم كل المآسي الحديث الذي سيدور بين فيروزتنا وماكرون، وما الذي ستقوله عن بلد الارز الذي يحبه شعبه “تتبرد الشمس وتوقف الايام” ولكن هذا الشعب بات اليوم موجوعا ولا وقت لديه للحب وللشمس وللحياة وبات بدل ان ينشد “ازرعني بارض لبنان” يتمنى ان ينزرع باي ارض يُحترم فيها الانسان. 

عام 1979 اعتلت فيروز مسرح الاولمبيا بباريس وغنت ” يا فرنسا شو بقلن لاهلك عن وطني الجريح” ومن يومها لم يتغير اي شيء ولا يزال هذا الوطن جريحا، جريح بسيادته المنتهكة يوميا من قبل العدو الاسرائيلي، جريح بكرامته التي تنتظر الاجنبي ليقرر عن سياسييه الذين يغني كل فريق منهم على دين دولة وينفذ اجنداتها، جريح باقتصاده، بامنه، بسلامه وبتناحر أبنائه.

رئيس فرنسا سيشرب القهوة مع رمز لبناني يلتقي حول محبته الجميع من دون استثناء ما يعني ان اي رسالة ستنقلها فيروز للرئيس الفرنسي ستحمل وجع كل لبناني فهل ستخبره عن الوطن الحلم الذي ضاع ام انها بدل ان تقول له “حبيتك بالصيف” ستشرح اننا على ابواب الخريف وبعده الشتاء وهناك عشرات لا بل مئات العائلات بلا مأوى بسبب انفجار مرفأ بيروت الى عائلات لا تملك ايجار منازلها وتكاد تصبح في الشوارع، هل ستقول له بدل “ضاع شادي” ضاع الوطن وبدل “تاجك من القمح” ستقول له ان لا قمح لدينا وان بعضه اختلط باشلاء المساكين العاملين على بور بيروت بسبب غباء او استلشاق المسؤولين الذين سمحوا بتخزين نيترات الامونيوم الخطرة على اهم مرفق لبناني؟

لن تقول له فيروز اسمع يا ماكرون انت في بيروت “زهرة الياقوت” بل ستقول له “بلدي صار المنفى”، وشبابه في الخارج وعلى ابواب السفارة واهلهم يغنون لهم “زوروني بالسنة مرة” او بالاحرى يطلبون منهم البقاء حيث هم كي لا تصيبهم رصاصة طائشة في بلدهم الذي اصبح مرتعا للسلاح المتفلت.

فيروز ستتحدث نيابة عن كل اللبنانيين، ستقول “سكروا الشوارع،عتموا الشارات، زرعوا المدافع، هجروا الساحات”.

فيروز الحائزة على اوسمة عديدة سيعلق ماكرون على صدرها وسام جوقة الشرف الفرنسي فيما هي وسام بمحبة الوطن واغانيها وسام على صدر كل لبناني لا يزال لديه بارقة امل بان يعود لنا لبنان الرحابنة الوطن الذي لا يموت.


مواضيع ذات صلة:

  1. رسالة من مواطنة لبنانية الى رئيس الجمهورية… حسناء سعادة

  2. زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

  3. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal