أطفال بيروت بعد الانفجار… نفسيات محطمة ورغبات في الهروب!… روعة الرفاعي

تضامناً مع أبناء بيروت الذين تضرروا جراء انفجار المرفأ في 4 آب، نفذ مركز دار طرابلس الخيرية (عطايا لبنان) بالتعاون مع مركز cprm، للعلاج النفسي من خلال المعالجة النفسية في المركز الدكتورة ديانا الأتات نهاراً طويلاً مع الأطفال الذين يضمهم مركز ″رعاية الطفل والعيلة″ المنضوي تحت لواء كنيسة ″القيامة″، هذا المركز والذي يعنى بشؤون الأطفال المعنفين وأمهاتهم فيحتضنهم ويتابع شؤونهم الاجتماعية والمعيشية والحياتية.

دار طرابلس الذي قدم وجبات الغذاء للأطفال اجتمع مع رئيسة المركز زينب ماضي التي أكدت على أن نفسيات الأطفال تعرضت للكثير من الضغوطات جراء الانفجار، وبالطبع عمل الأطباء النفسانيين الذين يشرفون على المركز على تذليل العقبات وايضاح الصورة بغية تمرير المرحلة الصعبة، وبالطبع المركز تعرض للكثير من الأضرار التي اقتصرت فقط على الماديات والحمدلله، شاكرة لدار طرابلس الخيرية هذه اللفتة الكريمة ومشاركة الأطفال همومهم.

وبعد الغذاء عقد اجتماع ضم عدد من الأطفال والدكتورة الأتات التي أشارت الى “ان نفسية الأطفال تأثرت الى حد كبير بالانفجار، وقد بدا ذلك واضحاً من أجوبتهم واللتي تنوعت بين طفل وآخر، ولقد لمسنا وبما لا يقبل الشك ان مشهد العنف ليس غريباً عنهم كون الأهل وعن غير قصد نقلوا هذه المشاهد لهم خلال تربيتهم، فأطفالنا اليوم يعيشون هموم الكبار ولم تعد “معاني الطفولة” موجودة لديهم، لقد لمسنا كيف ان الروابط التي تجمعهم في المركز قد دفعتهم الى محاولة انقاذ بعضهم البعض فور وقوع الانفجار بعد الاطمئنان على أمهاتهم وأشقائهم، بالطبع اليوم الحاجة ماسة للوقوف الى جانب الأطفال لاجتياز المرحلة الصعبة”.

أطفال ولكن!!!!…

آية ابنة الـ 16 سنة أكدت على أن ما يهمها قبل أي شيء والدتها ومن ثم زملائها في المركز، في البداية وعند اندلاع الانفجار خافت كثيراُ ومن ثم بدأت بانقاذ زملائها الذين تعرض البعض منهم لاصابات طفيفة جراء انهيار السقف عليهم، لكن بعد ذلك لم تعد تهتم بالأمر كون والدتها بخير وهذا ما تريده”.

ورداً على سؤال قالت: “طبعاً أريد الهجرة ان أمكننا ذلك لم نعد نرغب بالعيش في هذا البلد”.

أما الطفل جاد فحاول اظهار بطولاته بالتأكيد على أنه لم يخف من الانفجار، وقال: “فور سماعنا صوت الانفجار هرعت لانقاذ زملائي وقد تعرضت لجرح بسيط، بعدها تابعنا المشاهد عبر محطات التلفزة ورأينا كيف أن المصابين يركضون في الطرقات والدماء تنزف في الشارع، ولن ننسى هذه المشاهد”.

الطفلة جويل وفور سؤالها عما جرى قالت: “بداية سمعنا صوت الطائرات وبعدها صوت الانفجار فقلنا أن اسرائيل ضربتنا، بالطبع خفنا كثيراً بل ارتعبنا من مناظر الجرحى عبر التلفزيون، أفكر بالرحيل مع والدتي بعيداً عن هذا البلد”.

وكما آية وجاد كذلك وضع ريتا وجويل وخولة وغيرهم من الأطفال الذين عانوا كما مختلف الشعب اللبناني من هول الفاجعة التي لا تزال ترخي بثقلها على المواطن.

لارا الرفاعي

رئيسة دار طرابلس الخيرية لارا الرفاعي قالت: “منذ اندلاع الثورة في 17 تشرين انطلقت اهتماماتي برفع الظلم عن كاهل أبناء مدينة طرابلس، وعملت جاهدة عبر (عطايا لبنان) على تقديم الخدمات والمساعدات، لكن انفجار مرفأ بيروت دفعنا للاهتمام بأبناء العاصمة الذين تضرروا في الصميم وشاركنا في الكثير من الأنشطة، وأخيراً كانت الفكرة بالوقوف على نفسيات الأطفال الذين تعرضوا للزلزال الذي ضرب العاصمة بيروت وبالطبع فان تأثر الأطفال بدا واضحاً في نفوسهم سيما بعد الآراء التي أدلوا بها للدكتورة الأتات، سعينا سيبقى متواصلاً في سبيل اجتياز هذه المرحلة الصعبة، وبالطبع أتوجه بالشكر الى الأيادي الخيرة والتي تقف دائماً الى جانبنا وتدعمنا في أنشطتنا سواء في بيروت أو طرابلس”.


مواضيع ذات صلة:

  1. سفير الشمال تنشر القصة الكاملة للعائلات المشردة في معرض طرابلس… روعة الرفاعي

  2. الميناء: عائلة ″كاخية″ تزف ولديها الى مثواهما الأخير.. وتصعيد في وجه البلدية… روعة الرفاعي

  3. كارثة ″أبو علي″ تتفاعل.. من ينقذ أصحاب البسطات؟… روعة الرفاعي


 

Post Author: SafirAlChamal