لا لمرفأ طرابلس!… عبد الفتاح خطاب

الحرمان المُزمن لطرابلس ليس نتيجة لتخلف ابنائها وقصورهم، وهم الذين تمكنوا من النجاح على كل صعيد في لبنان والخارج، لكن الحرمان ناتج عن الإهمال المتعمّد لأي مشروع إنمائي في طرابلس، والمحاولات الدائمة لصبغها بأنها مدينة متخلفة ومنغلقة عما حولها، بل وبدأ الترويج مؤخراً أنها عقر الإرهاب وعاصمته!

بعد التفجير الرهيب الذي أصاب مرفأ بيروت في 4 آب 2020 والذي شلّ حركته، بدا واضحاً أن البديل هو مرفأ طرابلس الجاهز لاستقبال البواخر الضخمة، وبالتالي لاستقبال المساعدات وكذلك شحنات التجار، كي لا يقع لبنان في نقص شديد على صعيد المستلزمات الغذائية والطبية وإعادة البناء وغيرها.

وكان وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار ذكر في تصريح لقناة “LBC” بتاريخ 5 آب، أننا “سنعتمد على مرفأ طرابلس، ونعمل على تقييم قدرته الاستيعابية ومرافئ أخرى في صيدا وصور”.

وفي اجتماع موسع ضم الوزير نجار ووزير الصناعة عماد حب الله، مع المدير العام للنقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر، مدير مكتب الوزير شكيب خوري والمستشار بيار بعقليني، تم تقييم امكانات مرفأ طرابلس لاستقبال البواخر لتأمين ديمومة الحركة الاقتصادية، ووضع خطة لوجستية استراتيجية تؤمن الانتاجية التي كان يقوم بها مرفأ بيروت.

ثم تفقد الوزير نجار​ والوزير حب الله​ مرفأ ​مدينة صور بتاريخ 7 آب من باب “الانماء المتوازن أحد الأهداف الأساسية التي نعمل عليها، ونريد أن تتوزع المسؤوليات والأعباء على المناطق اللبنانية جميعاً، والعمل لتوسعة النشاط في كل المرافئ، الأمر الذي سيساهم في التخفيف من الأعباء عن ​مدينة بيروت​ الجريحة”!

واستكمل الوزيران جولتهما بزيارة مرفأي صيدا القديم والحديث، مع التأكيد أنه “سيكون هناك زيارة لمرفأ الناقورة في القادم من الأيام”!

وبما أن هذه الزيارات أكدت عدم جهوزية مرافئ الجنوب، وبقدرة قادر، وخلافاً لتاريخ لبنان في التعامل البطيء والروتيني مع المصائب والأحداث، تمكّن مرفأ بيروت من استعادة جزء لا بأس به من نشاطه، وبقي مرفأ طرابلس خارج المعادلات!

يقول توفيق سلطان عن الرفض التاريخي لمرفأ طرابلس: بداية الخمسينات تلقى والدي راشد سلطان اتصالا من الشركة الإيطالية المنفذة لعملية بناء مرفأ طرابلس، وعرضوا عليه إمكانية تعميق المرفأ من 6 أمتار لغاية 13 متراً بكلفة 175 قرشاً لكل متر بدلا من 225 قرشاً، فاتصل والدي بسعدي غازي رئيس بلدية الميناء وتشاور معه بالموضوع مقترحا زيارة رئيس الجمهورية كميل شمعون من اجل عرض الامر عليه.

تمكن والدي من الحصول على موعد مع الرئيس، وقد رافقتهم بالزيارة الرسمية، ورحب الرئيس بوالدي وبسعدي غازي، ومن ثم بادر والدي بطرح عرض الشركة الإيطالية فانتفض شمعون واقفا وقال لوالدي بأن لا مرفأ في طرابلس حتى إضافة 100 حوض إلى حوض مرفأ بيروت، مما يدل على استحالة انشاء مرفأ طرابلس”!

Post Author: SafirAlChamal