لهذه الأسباب يطالب اللبنانيون بلجنة تحقيق دولية!… عزام .غ. ريفي

لا ثقة للشعب اللبناني بحكومة الإنجازات، فكيف له أن يثق بلجنة تحقيق تشكلها وتشرف عليها لكشف ملابسات وغموض انفجار بيروت الذي دخل التاريخ الدموي حول العالم.

ما قبل 4 آب ليس كما بعده، فهذا التاريخ سيبقى محفوراً في أذهان اللبنانيين بعدما تسبب بتشريد 300 ألف عائلة بحسب محافظ بيروت، و100 ألف طفل بحسب منظمة اليونيسف، وذهب ضحيته أكثر من 150 شهيدا، و5000 جريحا، وأصاب 8000 مبنى ونتج عنه خسائر مالية طائلة، وهذه الأرقام المأساوية من المفترض أن تطيح برؤوس كبيرة مسؤولة عن كل ما حصل.

كيف للشعب اللبناني أن يثق بلجنة تحقيق محلية، اذا كانت الأجهزة الأمنية محسوبة على التيارات والأحزاب؟، وإذا كان القضاء مسيّس؟، وإذا كان التعاطي مع المرتكبين يتم على قاعدة 6 و6 مكرر؟، وإذا كانت الطوائف تحمي أتباعها من المجرمين؟.

كيف للشعب اللبناني أن يثق بقرار لجنة تحقيق محلية بعض أعضائها متورطين بالإنفجار، وكيف يمكن لمحقق أن يتهم نفسه أو تياره أو زعيمه؟ وكيف يمكن للبنانيين أن يثقوا بلجنة تشكلها حكومة عاجزة ومهملة لواجباتها وتعمل رغم الكارثة على تصفية حساباتها مع بعض الدول الصديقة، وكيف يمكن لحكومة أن تشكل لجنة تحقيق وهي ليست محط ثقة هذه الدول التي أعلنت وفي مقدمتها فرنسا على لسان رئيسها بأن المساعدات لن تأتي الى الحكومة بل ستسلم الى الشعب اللبناني.

عدم ثقة اللبنانيين بالتحقيق المحلي لانفجار بيروت، يعود الى غياب الشفافية، والاتجاه الى إتهام ومعاقبة الصغار وغض النظر عن الكبار، والى الاستنسابية التي فرضت نفسها أكثر من مرة في حوادث مختلفة شهدها لبنان، فضلا عن تجارب سابقة بحماية المتورطين وتضليل التحقيق والاقتصاص من الأبرياء وعدم الجرأة في تسمية الأشياء بأسمائها.

فهناك قنبلة نووية كانت موضوعة بين أبناء بيروت الى أن إنفجرت، ما يعني أن الحقيقة لا يمكن أن تتجزأ، لأن هناك من هو متورط بالتفريغ والتخزين والاهمال بعدم إتخاذ أي تدبير لازالة المواد الشديدة الانفجار، خصوصا أن الحكم والحكومة كانوا على علم بهذه المواد ولم يفكروا في إضافة إنجاز حقيقي الى سجلهم بازالتها وإنقاذ بيروت وأهلها من هذا الموت وهذا الدمار.

لكل هذه الأسباب والتساؤلات وغيرها يطالب اللبنانيون بلجنة تحقيق دولية حيادية، تقوم بكشف كل مستور، وتفضح كل من كان وراء هذه الجريمة المروعة والمجزرة بحق الأبرياء، والتي دمرت بيروت، وحولت “ست الدنيا” الى مدينة منكوبة.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal