مالك مكتبي جريحا: في تلك الثواني لا تفكر سوى بالموت

فاجأ الإعلامي مالك مكتبي متابعيه عبر تطبيق الصور إنستغرام بنشر صورةٍ له والدماء تسيل من وجهه إثر إصابته بالإنفجار في مرفأ بيروت، وعلّق قائلاً “هذه الصورة التي التقطُها لنفسي لا تشبه أي “سلفي” أخذتها سابقاً: “بعدما اطمأنيتُ على عائلتي ووصلتُ الى مكان آمن (موقف سيارات فارغ وليس محاطاً بالمباني)، أردتُ أن أعاين جروحي لأعرف مصدر الدماء”.

وسرد مالك مكتبي اللحظات الصعبة الّتي عاشها قائلاً: “ما زلتُ أذكر كل شيء من تلك اللحظات. الصوت ما زال في أذني، كذلك صورة الانفجار المهيبة. في تلك الثواني لا تفكر سوى بالموت وكيف ستأتي ساعتك. وانت تحاول الهروب من الركام والدمار، تخاف من انفجارات ارتدادية… فلا تدري كيف تتصرف… أصعب القرارات، ولكن لا وقت للتفكير”.

وتابع: “تركض نحو سلالم النجاة قبل انهيار محتمل للمبنى… تسابق الوقت. درج ملطخ بالدماء وصراخ الناس التي تتدافع للوصول الى الطريق… انها غريزة البقاء… بأعجوبة تصل الى الطريق…. يا لهول المشهد. لا تدري اين وكيف تذهب. عبر عيونك التي يغطيها الدم، ترى الجثث على الطرقات، والجرحى والزجاج المتطاير، الدم، الموت، الخوف… كل شيء يشل تفكيرك… تركض في الطرقات لا تدري كيف واين تذهب. تستدرك ان الدمار تخطى المنطقة الجغرافية القابع أنت فيها. تخبط على رأسك: زوجتي! اولادي! تحاول الاطمئنان… على زوجتك، اولادك، عائلتك وزملائك… وهنا فصل آخر من الوجع”.

وتساءل مكتبي في تلك اللحظات “تهرب؟ تبقى؟ أين نايلة؟ ماذا حلّ بالأولاد؟ أصعب القرارت. لم أكن أستطع تخيل أن يصبح أولادي يتامى الام والأب”.

وختم مالك مكتبي قائلاً: “الحمدالله عائلتي بخير والزملاء بخير… الحمدالله الجروح ليست عميقة… دعائي اليوم لكل جريح ومفقود وصلواتي لكل شخص غادرنا ولكل عائلة فقيد”.

Post Author: SafirAlChamal