ماكرون في بيروت.. هل يُفك الحصار عن لبنان؟… ديانا غسطين

وكأن هذا البلد لا يكفيه ما فيه. فكلما حاول النهوض من نكبة حلّت به كارثة اكبر.

لم يكن يوم الثلاثاء في الرابع من آب 2020، يوماً عادياً في لبنان. بل سيسجله التاريخ كنقطة تحول مفصلية في تاريخ هذا البلد الصغير المثقل بالجراح والندوب.

وما كادت انباء الانفجار المروع في مرفأ بيروت تنتشر، حتى سارعت مختلف دول العالم الى التضامن مع وطن الارز وارسال اطنان من المساعدات الطبية دعماً للشعب المنكوب.

واليوم، غداة نكبة بيروت، وعلى ابواب مئوية لبنان الكبير، يحط رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون رحاله في بيروت. هذه الزيارة التي كان ماكرون قد اجلها لمرات عدة تأتي في وقت يحتاج فيه لبنان الى كل مساعدة ممكنة عساه يلتقط بعضاً من انفاسه. فماذا في خفايا هذه الزيارة؟.

يرى الصحافي علي حجازي ان “هذه الزيارة تأتي على خلفية اقتناع فرنسا ان لبنان لم يعد يحتمل المزيد من الاهمال والحصار. ففرنسا  تعتبر اليوم ان لبنان دخل في مرحلة حساسة وخطيرة ولا بد من ايلاء الاهتمام الكامل بهذا البلد”.

ويؤكد حجازي ان ″زيارة الرئيس الفرنسي تعني ان فرنسا ارادت ان توصل رسالة واضحة وصريحة وانها مهتمة وعلى مستوى عالٍ بالوضع الداخلي اللبناني والذي تعرض الى انتكاسة كبيرة. وبأنها ستتجاوز كل الاعتبارات السياسية التي كانت موجودة في المرحلة الماضية والتي كانت تُؤخذ بعين الاعتبار لجهة عدم ازعاج اميركا او غيرها″.

اما عن مضمون الزيارة، فهي لن تحمل معها جرعة من المساعدات الضخمة. فالرئيس الفرنسي لن يأتي فقط  ليخبرنا انه قادم ومعه طائرتين تحملان مساعدات طبية. بل هو قادم اولا ليعلن “نحن الى جانب لبنان”، وهو قد اعطى توجيهات لحكومة بلاده بشكل واضح وصريح بدراسة ما يحتاجه هذا البلد. كما انه قد يطرح مبادرة للم الشمل اللبناني بغض النظرعن الموقف من موضوع لم الشمل، ليقول عليكم ان تحققوا اتفاقا سياسيا وان تطلقوا مرحلة جديدة في الداخل اللبناني تؤمنون فيها الحد الادنى من التوافق حتى تساعدوا انفسكم وتساعدوا لبنان قبل ان نبادر نحن الى مساعدتكم”.

اما عن نجاح الرئيس الفرنسي في مسعاه فيؤكد حجازي انه “مرتبط بالقرار الخارجي ومدى اقتناع بقية الاطراف التي تحاصر لبنان ان البلد لم يعد يحتمل مزيداً من الازمات، فانفجار بيروت جاء ليقول ان كمية الاوكسيجين المتبقية قد انتهت وبالتالي لا بد من مد يد العون. ولا تزال المؤشرات غير مطمئنة جدا لاننا نسمع عن مساندة تتعلق بمساعدة لبنان طبيا وهذا شيء جيد ولكن لبنان لا يطلب فقط مساعدته طبيا بل هو يحتاج الى الكثير”.

اذاً، بانتظار ما سيثمر عن زيارة الرئيس الفرنسي لبيروت وما اذا كانت بداية لزيارة رؤساء دول اخرى الى بيروت، لن يكون أمام اللبنانيين سوى الإنتظار لأن غداً لناظره قريب.


مواضيع ذات صلة:

  1. الشعب السايب بيعلم الحكام ع الحرام!… ديانا غسطين

  2. حسن مقلد لـ″سفير الشمال″: الارباك إستثنائي.. ومقارنة بالأرقام وضعنا ليس مستحيلاً!… ديانا غسطين

  3. منتدى ″ريشة عطر″ يكرم الزميلة حسناء جعيتاني سعادة… ديانا غسطين


 

Post Author: SafirAlChamal