إهمال الدولة وفسادها يحولان ″سويسرا الشرق″ الى مدينة منكوبة!… عزام .غ. ريفي

لا يمكن لعقل إنسان أن يستوعب ما حصل، ولا شيئ يمكن أن يصف كارثة 4 آب من عام 2020 في لبنان، حيث أدى فساد واهمال الدولة من كبيرها لصغيرها الى نكبة مأساوية، تمثلت بانفجار هائل لم يشهد لبنان مثيلا له في تاريخه حتى في أشد الحروب والاجتياحات والاعتداءات فتكاً.

ما حصل أشبه بانفجار قنبلة نووية، شبهها الخبراء العسكريين بقنبلة هيروشيما، ووصل صداها الى قبرص، وأوقفت عقارب الساعة وزرعت الرعب والخوف في قلوب اللبنانيين، وذهب ضحيتها أكثر من مئة شهيد، ونحو خمسة آلاف من الجرحى، فضلاً عن أضرار مادية في العاصمة بيروت تقدر بمليارات الدولارات، والتي لا تملك منها الدولة فلساً واحداً.

لا يمكن لأحد أن ينكر مسؤولية الدولة عن الانفجار وعن أرواح المظلومين الأبرياء التي أزهقت، خصوصا أنها كانت على علم بوجود ما يقارب 2700 طنا من نيترات الأمونيوم في عنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، متروكة في أحد المستودعات منذ أكثر من 6 سنوات، وكان من المفترض أن تتلف أو تنقل الى مكان آمن لا أن تترك قنبلة نووية موقوتة بين المناطق المأهولة.

لا أحد يعلم ما قد تخبئه الأيام المقبلة، فهناك الكثير من الأسئلة التي لم يجد أحد بعد جواب لها، أولها كيف اندلع الحريق في المستودع في بادئ الأمر؟ وهل هو عمل مدبر؟ وهل سبب الإنفجار كان فعلاً بسبب اشتعال نيترات الأمونيوم؟ وهل هذه المادة المتفجرة تابعة لحزب الله؟ أم أنه مخطط مدروس بتخطيط اسرائيلي لدفن بيروت تحت التراب وتوجيه ضربة للمقاومة؟، ثم لماذا تعارض الحكومة الاستعانة بلجنة تحقيق دولية؟..

من الصعب تقديم أجوبة لهذه الأسئلة الآن، حيث أن الغموض يحيط بطبيعة وكيفية وماهية الإنفجار، ولكن المؤكد أن الدولة بإهمالها وفسادها وسمسراتها إغتالت بيروت وحولتها من “سويسرا الشرق” الى مدينة مدمرة ومنكوبة، مدينة أشباح، تفوح منها رائحة الموت، ويسيطر عليها الخوف، تحتاج الى معجزة ربانية لاعادة ضخ الروح فيها من جديد.

لا شك في أن أمام لبنان واللبنانيين مرحلة عصيبة جدا، فالناجون من الإنفجار ليسوا أفضل حالاً من الذين استشهدوا، فمنهم المشوه، والمشلول، ومنهم من خسر أحد أعضاء جسده، ومنهم من خسر عزيزاً على قلبه، ومنهم من تشرد وأجبر على اخلاء منزله بسبب الحطام والدمار الذي اصابه، والذي يصعب عليه ترميمه بسبب الغلاء الفاحش وارتفاع سعر الدولار والأزمة الإقتصادية التي يمر فيها لبنان، ويبقى السؤال من يعوض على اللبنانيين؟، ومن يعيد البسمة والأمل إليهم؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal