لا يوجد ذلّ أكثر من ذلك.. أين الكهرباء؟… بشرى تاج الدين

صُمّت آذان اللبنانيين من كثرة ما سمعوا عن حل أزمة الكهرباء في بلدهم، وعن تأمين التغذية 24/24 ساعة بلسان وزراء طاقة تعاقبوا على المسؤولية وفشلوا، ورؤساء تيارات سياسية باعوا وإشتروا بالناس من دون أن يكونوا على قدر الوعود التي أطلقوها.

وسئم اللبنانيون من أخبار الكهرباء بدءا من توزيع المعامل على أساس طائفي بطرح معمل سلعاتا وموافقة الحكومة عليه تحت الضغط بعدما كانت رفضته، وصولا الى أزمة الفيول من المغشوش الى المطابق للمواصفات، ووصول البواخر وتفريغها في الخزانات وتحويلها الى المعامل، من دون أن يساهم ذلك في تأمين الكهرباء للمواطنين الذين ضاقوا ذرعا ببلدهم وحكومتهم ووزارة الطاقة ومعامل الكهرباء وبتفاصيل حياتهم اليومية الى تكاد تتحول الى العصر الحجري.

في العام 2020، وفي عصر التكنولوجيا والتطور والانترنت وتحوّل العالم الى قرية كونية، وعلى مقربة من بلدان بدأت باطلاق الصواريخ لاكتشاف الفضاء، يغرق لبنان بلد النور والاشعاع كما تتحدث عنه الكتب، بالظلام الدامس بفعل مسؤولين أقل ما يمكن أن يقال فيهم أنهم يمارسون الدجل والكذب على اللبنانيين، ويستخدمون هذا القطاع لتحقيق المكاسب الشخصية، حتى غدا نصف الدين العام في لبنان سببه الهدر والفساد والأموال المنهوبة في الكهرباء، أي وبحسب التقارير أن لبنان دفع نحو أربعين مليار دولار ولم ينجح المسؤولون فيه بتأمين التيار الكهربائي، بل على العكس فإن ساعات التغذية تتناقص الى حدود العدم.

لم تعد تقتصر معاناة اللبنانيين على إنقطاع التيار الكهربائي الرسمي، حيث إعتادوا على تقنين يعطي بيروت 22 ساعة تغذية، وسائر المناطق بين 10 و12 ساعة، في حين يسد النقص في التعذية ما يعرف “بالاشتراكات” التي لديها ألف حكاية وحكاية مع المواطنين من عمليات الاستغلال وإرهاق جيوبهم برفع الأسعار.

كان اللبنانيون يرضون بهذه القسمة بانتظار أن يأتي وزير طاقة يحترم نفسه وشعبه ويفي بوعد الـ 24 ساعة، إلا أنه مع حكومة حسان دياب، وفي ظل عهد وزير الطاقة ريمون غجر، وصلت ساعات التغذية الى أدنى مستوياتها بشكل لم يره اللبنانيون حتى في عز الحرب، حيث إقتصرت على أقل من أربع ساعات، ومما يزيد الطين بلة، واللبنانيين معاناة وغضبا هو التقنين الذي يمارسه أصحاب المولدات (الاشتراكات) وصولهم الى التهديد أمس بالتوقف عن العمل وإطفاء مولداتهم بسبب عدم توفر مادة المازوت تارة، وإحتجاجا على رفع أسعارها تارة أخرى، ما يهدد لبنان من أقصاه الى أقصاه بعتمة شاملة ستعيد المواطنين الى إستخدام الشموع التي إرتفع سعرها أربعة او خمسة أضعاف عما كانت عليه في السابق نتيجة جنون سعر الدولار.

كل ذلك يدعو الى التساؤل: أين هي الحكومة؟، وإذا كانت هذه الحكومة لا تستطيع تأمين الحد الأدنى من التيار الكهربائي، أو تأمين مادة المازوت للمولدات التي باتت حاجة ماسة أكثر بكثير من معامل الدولة التي تتجه لأن تكون عاطلة عن العمل، فما هو مبرر وجودها؟، وهل تكون الانجازات التي يتشدق بها رئيس الحكومة باعادة اللبنانيين الى السهر على ضوء الشموع وقناديل الكاز؟، وهل يوجد ذل وقهر اكثر من ذلك؟..


مواضيع ذات صلة: 

  1. التعبئة العامة قد تسقط في الشارع.. لأن الجوع كافر!… بشرى تاج الدين

  2. هل جاءت نتيجة ″ذافويس كيدز″ على قياس نانسي عجرم لمصالحة الشعب السوري؟.. بشرى تاج الدين

  3. مدفع رمضان.. أجمل ما يسمعه الصائمون عند الافطار… بشرى تاج الدين


 

Post Author: SafirAlChamal