ميقاتي يعطي دياب درسا من تجربته الحكومية!… غسان ريفي

لا ينسى الرئيس نجيب ميقاتي الصعوبات الهائلة التي واجهها بعدما أعلن سياسة ″النأي بالنفس″ التي إبتكرها خلال حكومته التي جاءت في أصعب وأدق الظروف، ونجحت في تجنيب لبنان حربا أهلية وفتنة مذهبية كانت طبولها تقرع على وقع البركان المشتعل في المنطقة.

كما لا ينسى اللبنانيون الحرب الشعواء التي خاضتها تيارات سياسية ضد شعار النأي بالنفس، وصولا الى التعاطي معه باستخفاف الى حدود السخرية، قبل أن يُدرك الجميع أن الرئيس ميقاتي إخترع الدواء الناجع للأزمة اللبنانية، فتحول النأي بالنفس الى حكمة وطنية والى مطلب سياسي لبناني وعربي ودولي، حجز مساحة واسعة في كل البيانات الوزارية للحكومات التي أعقبت الحكومة الميقاتية.

بالأمس وأمام زواره في مدينته طرابلس، تحدث ميقاتي بصراحة متناهية، ووجه رسائل سياسية في إتجاهات عدة، مذكرا بكثير من المسلمات والثوابت علّ الذكرى تنفع المؤمنين، ومؤكدا في الوقت عينه، أن طرابلس تبقى في المقدمة وفي أولوية الاهتمامات، مستهجنا التعاطي الرسمي معها لا سيما على صعيد التغذية الكهربائية، ومذكرا أن مَنْ وضع  مشروع “نور الفيحاء” في الأدراج هو مسؤول عن قهر هذه المدينة وعن ازمتها الكهربائية الخانقة؟.

حاول الرئيس ميقاتي أن يعطي الرئيس حسان دياب درسا من تجربته الحكومية التي أنتجت سياسة “النأي بالنفس” علّه يستفيد، لافتا نظره ونظر الآخرين الى أنه فضّل الاستقالة على التخلي عن النأي بالنفس عندما إحتدمت الصراعات الاقليمية وإشتدت التدخلات، موحيا أن التصلب في المواقف والعنتريات ورمي المسؤوليات والاختباء خلف نظرية المؤامرة لا تبني بلدا ولا تعالج أزمات.

قطع ميقاتي الشك باليقين بأن لا خلاف شخصي مع رئيس الحكومة، وأن لا أحد يريد تفشيله خصوصا أن نجاح الحكومة هو من نجاح البلد، إنما الخلاف هو على الآداء الذي يرى ميقاتي انه إرتجالي أظهر فشلها وإستخفافها بالبلد والدستور والقضاء والقوانين وتوظيف كل شيء لخدمة النرجسية المنتفخة وللانتقام من الأخصام والمعترضين، وفي ذلك إيحاء واضح بأن الحكومة هي جزء من محور سياسي وغير قادرة على النأي بنفسها وبالبلد، ما يترجم نعيا رسيما لحكومة تبقى مراسم دفنها في يد من شكلها ورعاها.

يدرك ميقاتي أن تطبيق سياسة النأي بالنفس ليس أمرا سهلا بالنسبة للآخرين وخصوصا لدى “حديثي نعمة السلطة”، فهذه “الوصفة” تحتاج الى إستخدام دقيق ومتوازن لتثمر أمنا وإستقرارا، وأن إبتكار أي نسخة معدلة أو بإسم مستعار من شأنه أن يكون له ردات فعل سلبية جدا قد تؤذي الجسم اللبناني الذي وقع مؤخرا تحت تأثير وصفة “الحياد”، فإرتفع فيه منسوب الطائفية والمذهبية اللتين كادتا أن توديا به الى ما لا يحمد عقباه، ما يتطلب العودة الى سياسة “النأي بالنفس” التي أثبتت جدواها وباتت تعتبر الدواء الوحيد للمرض اللبناني والتي لا خلاف عليها بين الأطراف من أقصى 14 آذار الى أقصى 8 آذار وما بينهما من مستقلين.


مواضيع ذات صلة:

  1. الدول الداعمة للبنان.. ″قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر″!!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal