تيار المستقبل.. الى نظام رئاسي!… غسان ريفي

إكتملت التحضيرات للمؤتمر العام الثالث لـ″تيار المستقبل″ الذي سينعقد يوم السبت المقبل، ومن المفترض أن يطيح بكامل الهيكلية التنظيمية السابقة لمصلحة هيكلية جديدة قائمة على ″نظام رئاسي″ يمنح الرئيس سعد الحريري صلاحيات كاملة تخوله التحكم بكل المفاصل والتفاصيل بالمتعلقة بالتيار.

تشير المعطيات الى أن تراجع شعبية تيار المستقبل الى أدنى مستوياتها مردها الى ثلاثة أسباب:

أولا: الأزمة المالية التي أرخت بثقلها على الرئيس سعد الحريري وأدت الى إقفال المؤسسات والمكاتب وإغلاق حنفية المساعدات المالية والعينية.

ثانيا: الآداء السياسي للرئيس سعد الحريري الذي قام مؤخرا على التسويات والتنازلات وخصوصا التسوية الرئاسية مع التيار الوطني الحر التي كانت لها نتائج سلبية جدا.

ثالثا: التخبط الحاصل في تيار المستقبل، وتقاذف المسؤوليات والاتهامات بين إدارة بيت الوسط، والأمانة العامة والمكتب السياسي والمنسقيات، وعدم قدرة الرئيس الحريري على المحاسبة نظرا لتشعب الأمور والقضايا التي أدت الى هذه الاخفاقات.

لذلك، فإن المؤتمر العام الثالث سيقلب الطاولة على كل المنظومة الحزبية السابقة، وسيعيد الرئيس سعد الحريري الى صلب المعادلة الزرقاء كرئيس يتحمل المسؤولية عن كل شاردة وواردة في تيار أرهقته صراعات النفوذ ومراكز القوى والمواجهات الداخلية حتى غدا “بيتا بمنازل كثيرة”.

لذلك، فإن المؤتمر العام الثالث بحسب المعلومات سيطيح بالأمانة العامة ما يعني أن منصب الأمين العام الذي يشغله أحمد الحريري سيصبح من الماضي، كما سيطيح بالمكتب السياسي، وسيوقف العمل بنظام الانتخابات، لمصلحة تعيينات يصدرها رئيس التيار ويتحمل مسؤوليتها.

تشير المعطيات الى أن الهيكلية الجديدة تتكون من رئيس هو سعد الحريري الذي من المفترض أن يفوز بالتزكية، ومن مكتب الرئيس الذي يضم نوابه (من المرجح أن يكون عددهم خمسة كل منهم لشأن محدد) إضافة الى مكاتب ملحقة بمكتب الرئيس تهتم بمختلف الشؤون السياسية والشعبية والاقتصادية والثقافية والاغترابية والتنظيمية، مع الابقاء على المنسقيات التسع في كل لبنان والتي ستكون ملحقة بالمكتب التنظيمي.

هذه الهيكلية بحسب مطلعين من شأنها أن تجعل مركزية القرار في يد رئيس التيار الذي سيتسنى له الاطلاع من خلال نوابه على كل التفاصيل، لا سيما تنظيم القاعدة الشعبية ومصالحتها بعد زمن من الهجر وعدم المبالاة، وتأطير المساعدات بما يتلاءم مع الملاءة المالية المتوفرة، ووضع إستراتيجية سياسية تقوم على أسسس واضحة مع كل التيارات الأخرى.

تشير المعلومات الى أن الرئيس الحريري سيصارح جمهوره بكلمة سيلقيها في إفتتاح المؤتمر العام الثالث، ستتضمن رؤيته السياسية للمرحلة المقبلة وتحالفاته وموقفه من العهد والحكومة، وتقديم شرح مفصل للتسوية مع التيار الوطني الحر وأسباب فشلها، إضافة الى الموقف من المحكمة الدولية والحكم الذي سيصدر عنها في 7 آب المقبل والتداعيات السياسية والشعبية التي يمكن أن تنتج عنه والتي من المفترض أن تبقى تحت سقف الاستقرار حفاطا على وحدة البلاد وأمنها، خصوصا أن قضية إغتيال الشهيد رفيق الحريري لا تعني تيار المستقبل وحده، بل هي قضية وطنية تعني كل اللبنانيين.

وتقول هذه المعلومات: إن حالة من الترقب تسود تيار المستقبل لما ستؤول إليه قرارات الرئيس سعد الحريري في المؤتمر العام الثالث، من إمكانية إعادة الاعتبار للحرس القديم الذي كان مع والده، أو إعطاء دور وازن للشباب أو الركون الى بعض الوجوه الجديدة، فضلا عن ردات الفعل التي يمكن أن تحصل حيال إلغاء الأمانة العامة والمكتب السياسي، والمعارضة التي قد يواجهها الحريري من قبل بعض الذين سيجدون أنفسهم خارج الهيكلية التنظيمية وتأثير ذلك على التيار الأزرق مستقبلا.


مواضيع ذات صلة:

  1. الدول الداعمة للبنان.. ″قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر″!!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal