لا طعام كافياً في سجن رومية.. ″الموقوفون الإسلاميون″ يطلقون الصرخة

أصدر “الموقوفون الإسلاميون” في سجن رومية بياناً، جاء فيه: “الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم وبعد: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه.

انطلاقاً من حديث النبي – صلى الله عليه وسلم – ومن الواقع المذري الذي وصل إليه الحال في سجن رومية يهمّنا نحن الموقوفون الإسلاميون أن نبيّن ما يلي:

1- بعد الوضع المذري الذي وصل إليه البلد مؤخراً بعد أن عم الفساد كافة مفاصل الدولة ليطال أبسط الأمور نرى أنّ الدولة التي تماطل في إقرار العفو العام عن المظلومين عاجزة عن تأمين الطعام للسجناء فإذا كانت إمرأة دخلت النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تتركها تأكل من خيرات الأرض فما بالك بمن لم يطعم مئات الاشخاص ماذا يكون مقامه عند الله؟ فالدولة لا تؤمن الطعام للسجناء فكمية الطعام لا تكفي لـ 200 شخص في حين أنّ نزلاء “المبنى ب” وحده قرابة 650 شخصاً ناهيك عن الرداءة بجودة الطعام المطبوخ والذي نعلم يقيناً أنه لا يمكن لأحد من المسؤولين هنا أن يطعمه لنفسه أو لأولاده مع العلم أن عدداً كبيراً من السجناء لا يملك من يعيله في الخارج وهو محتاج كل الحاجة لهذا الطعام.

2- لم تكتف الدولة بعدم تأمين الطعام للسجناء بل هي تمنع الأهل من إحضار أي طعام لأبنائهم من الخارج فلا هم أطعمونا ولا هم تركوا أهلنا ليطعمونا بحجج واهية من شأنها فقط أن تزيد من التنكيل والمعاناة التي يعانيها عموم السجناء الذين لم يعد يخفى على أحد مدى الظلم الذي تعرضوا له بدأ بالإعتقالات والتعذيب وإنتزاع إعترافات وهمية وتلفيق للملفات وتأخير للمحاكمات وإصدار الأحكام العالية التعسفية المسيّسة الظالمة.

3- إدارة السجن تجبر السجناء على شراء حاجياتهم من الحانوت الموجود في رومية والذي يفترض أن تكون أسعاره منخفضة جداً وبسعر التكلفة كما هو الحال في كافة سجون العالم إلا أنّ حانوت السجن يبيع السلع بأسعار مرتفعة جداً ويغيّر الأسعار بين ساعة وأخرى بدون حسيب أو رقيب والفواتير شاهد على ذلك إذ تجد فيها سعرين مختلفين لسلعة واحدة ويكون إختلاف زمن شراء الفاتورتين ساعة واحدة فقط وإذا ما تم الحديث مع إدارة السجن بشأن ذلك يعمد صاحب الحانوت إلى قطع بعض السلع الأساسية ليبتزّ السجناء ويجبرهم على شراء السلعة الضرورية مهما كان ثمنها وهذا هو الحال إما رفع في الأسعار وإما انقطاع في السلع الاساسية.

4- في ظل الحديث عن فايروس “كورونا” والرعب الذي يعيشه العالم منه وضرورة إتخاذ إجراءات للوقاية منه والتي تبدأ بإجراءات النظافة وفي الوقت الذي نجد إدارة السجن في أي اطلالة إعلامية تدّعي أنها تقوم بكافة إجراءات الوقاية وعلى أكمل وجه في حديث بعيدٍ كل البعد عن الواقع وهو أقرب للخيال، وفي حين أن كافة مواد التنظيف لا تقوم الدولة بتأمينها للسجين بل يتوجّب عليه شراؤها من الحانوت نجدُ أن مواد التظيف هذه (شامبو، دواء غسيل، دوا جلي، محارم…..) مقطوعة بشكل كامل منذ حوالي 25 يوماً فالدولة لا تؤمّنها لنا وكذلك هي غير موجودة في الحانوت لنشتريها في حين وصل سعر قنينة “الديتول” مثلا قبل انقطاعها إلى 55000 ليرة لبنانية.

5- أي إنسانية هذه في من يتهمنا بالإرهاب ويمارس علينا كل هذه الممارسات؟ ونسأل الرأي العام ماذا تنتظرون من إنسان مظلوم حكم بحكم ظالم مسيّس ثم قبع في سجن لا يوجد فيه أدنى مقومات الحياة ويرى أهله وأولاد يصرخون جوعاً في الخارج فهو معيلهم الوحيد وهو في السجن فيرى كيف دمرت عائلته ثم يستيقظ صباحاً فلا يجد ما يكفيه من طعام ثم لا يجد أهم مواد النظافة لينظّف نفسه والمكان الذي يجلس فيه ماذا تنتظرون منه أن يفعل؟ ثم إذا طالب بحقه وجد وعوداً ومماطلة بدون أدنى نتيجة ثم إذا وصل إلى مرحلة لم يقدر فيها على التحمل أو على ضبط أعصابه علت الأصوات لتتهمه بالشغب ودخلت القوى الأمنية مدججة بالسلاح لتعذيبه والزيادة من معاناته فهل يلام هذا السجين بعد كل ما يحصل له؟

6- نتساؤل بإستغراب أين دور دار الفتوى وهيئة العلماء المسلمين مما يجري لأبناء جلدتهم؟ إلى متى هذا السكوت؟ كيف هان عليكم ما نحن فيه؟ كيف هان عليكم منظر أهلنا ونسائنا وهم في الشوارع بحثاً عن إنصاف وعيش كريم لأبنائهم؟ متى ستقومون فعلاً بأداء دوركم كما يجب وهل يقبل أحدكم أن يجري كل هذا له أو لأحد أبنائه وماذا سيكون تصرفه وموقفه عندها؟ نحن ننتظر منكم عملاً جدياً لحل هذه الأمور حلاً جذرياً حقيقياً بعيداً عن الوعود التي ما تلبث أن تكون سراباً ننتظر منكم أن تنصرونا وتنهوا معاناتنا فنحن أحق الناس بالعفو الذي يسعى البعض لإستثنائنا منه فأين أنتم من ذلك كله، فهذه صرختنا نسمعها لضمير كل واحد فيكم مستشهدين بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي توعد بالنار لمن ظلم هرة فما بالكم بمن ظلم إنساناً، فالله أوجب عليكم نصرتنا فقال تعالى: (وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النّصر) فنحن ننتظر منكم إغاثتنا بعد هذه الصرخة التي تخرج من قلوبنا راجين ان تسمع ضمائركم.

ونختم بقوله تعالى: وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42)”.

Post Author: SafirAlChamal