مَن بيته مِن زجاج لا يرشق الناس بالحجارة!… مرسال الترس

عندما يعارضه وليد جنبلاط وسعد الحريري وسمير جعجع وسامي الجميّل يكون هناك احتمالان: إما هو على حق لأنه يعمل بجد لكشف الفساد والمفسدين مهما بلغت الضغوطات، أم أنه يتمسكن ليتمكن من تمرير ما يخفيه من طموحات سياسية.

هذه هي الحال التي يعيشها رئيس الحكومة حسّان دياب الذي يفتقر إلى القرارات الحاسمة التي تحدد توجهاته وفق رأي العديد من المراقبين.

في الوقت الذي اعلن فيه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم رضاه عن الآداء الحكومي بشكل عام في غير مناسبة، وكذلك فعل رئيس حزب الكتائب سامي الجميّل.

وعندما اعتبر رئيس الحكومة السابق رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري أنه إذا كان هناك هوّة في السابق فإنها قد إتسعت جداً بوجود هذه الحكومة، فإن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد ذهب إلى التجريح الشخصي على خلفيات عدة: منها مناسبة إقامة مؤتمر في السراي بدعوة من وزارة الطاقة لشرح ايجابيات سد بسري، فسارع إلى التشهير بدياب من خلال الخبر الذي تم توزيعه قبل يوم واحد عن مطالبته الجامعة الأميركية التي عَمِل فيها كأستاذ ونائب للرئيس بتعويضات تصل إلى مليون دولار اميركي على ان تُدفع له خارج لبنان.

وغرّد البيك الجنبلاطي بأسلوب ساخر وإستهزاء فكتب: “‏على ذمة الراوي فان رئيس الحكومة يطالب الجامعة الاميركية بتعويضات نهاية الخدمة تقارب المليون دولار تدفع له في الخارج، إن الرجال الكبار من امثاله يستحقون اكثر بكثير لبحر علمهم ونهر خبرتهم.أليس جرير الذي قال انه ينحت من صخر، والفرزدق الذي قال انه يغرف من بحر .شتّان بين الثريا والثرى”.

ما أعتبره الزعيم الجنبلاطي خروجاً عن المألوف، وما أدى الى ردات فعل في بيت الوسط ومعراب وبكفيا، ذكّر كثير من المراقبين بالقول المأثور، من بيته من زجاج لا يراشق الناس بالحجارة، وكل هؤلاء بيوتهم من زجاج شفاف.

يرى المراقبون أن دياب قد يكون إقترف العديد من الأخطاء في إدارة الدولة، وماطل في إتخاذ القرارات العاجلة التي توصل إلى نتائج إيجابية تنعكس على أوضاع المواطنين، وساهم عن قلة خبرة وممارسة الشأن العام في ضبط جنون الدولار، ولكنه وفق إعتقاد معظم المواطنين لم يصل بعد الى ما إقترفه أولئك الذين مارسوا أبشع أنواع الابتزاز السياسي والمالي للدولة بكل المقومات المتاحة. بل هو طالب بما يراه حقوقاً له، من مؤسسة خاصة وليس فيها مال عام.

فاذا كان الرد على أمر شخصي يخص رئيس الحكومة وفي مؤسسة لا تهدر المال العام بهذا المستوى من العنف، فماذا لو نجح الرجل في مقاربة محاربة الفساد والفاسدين ولو بزاوية ضيقة جداً؟. 


مواضيع ذات صلة:

  1. تجهيل الفاعل.. سيأخذ البلاد إلى الأسوأ… مرسال الترس

  2. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  3. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal