السرقات تتنامى والسطو المسلح يقضّ مضاجع الطرابلسيين.. أين الأجهزة الأمنية؟

خاص ـ سفير الشمال

باتت عمليات السرقة سواء بالكسر والخلع أو بالسطو المسلح والنشل والتشليح، وسرقة السيارات أو بعض قطعها ومحتوياتها، أمرا روتينيا يوميا في طرابلس وجوارها، حيث يتم التداول بحوادث من هذا النوع على مدار الساعة، من دون أن يسمع الطرابلسيون بتوقيف هذا أو الادعاء على ذاك أو ملاحقة فلان أو القبض على علاّن، نظرا للفوضى التي تشهدها المدينة تحت حجج واهية منها الثورة وتحركات الناشطين فيها وقطع الطرقات، وصولا الى الأمن الاجتماعي المفقود، لكن كل ذلك لا يعفي الأجهزة الأمنية والقضائية من القيام بواجباتها في حماية المواطنين وممتلكاتهم.

لا يختلف إثنان على أن الفقر ينتشر أفقيا في طرابلس وكذلك الجوع والبطالة والأزمات المعيشية والاجتماعية معطوفة على الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، ما يدفع كثيرين الى اللجوء لعمليات سلب تنشط ليلا وأحيانا في وضح النهار، ما ينذر بفوضى غير مسبوقة في حال لم تتخذ الدولة ومؤسساتها الأمنية والقضائية الاجراءات الرادعة، خصوصا أن الاستمرار في هذا السلوك من قبل البعض سيعمم شريعة الغاب وسيدفع كثيرين الى إعتماد الأمن الذاتي الذي بدأت بوادره تظهر في بعض المناطق مع إنكفاء الدوريات الأمنية فيها.

اللافت أن السرقات بدأت تشمل كل ما يمكن أن تطاله أيدي السارقين، حيث فوجئ مواطنون عدة بسرقة المكيفات بعد فكها، وأدوات صحية من قساطل وحنفيات، وأسلاك وأشرطة كهربائية، إضافة الى فك إطارات السيارات والمرايا والبطاريات وبعض القطع، في حال لم يفلحوا في إدارة محرك السيارة وسرقتها، فضلا عن أعمال السطو التي بدأت تخيف الكثيرين وتضع الأجهزة الأمنية أمام مسؤوليتها، خصوصا أن الأمور تتخذ منحى تصعيديا لجهة التلطي في أماكن مقطوعة أو مظلمة وإعتماد مبدأ المباغتة للسيارات أو المارة أو راكبي الدراجات النارية بهدف توقيفهم وسلبهم ما خف حمله وغلا ثمنه من حقائب وأجهزة خليوية ومجوهرات، ولا يخلو الأمر من الاعتداء عليهم، حيث سجل العديد من الحالات التي نقل فيها ضحايا السرقة الى المستشفيات للمعالجة بعد تعرضهم للضرب أو للطعن قبل السطو على ما يملكون.

هذه العمليات المرشحة لأن تتنامى مع إشتداد الأزمة المعيشية، تتطلب جهودا مضنية من كل الأجهزة الأمنية بدون إستثناء، خصوصا أن أمن طرابلس ومحيطها وسلامة أهلها يقع على عاتق الدولة بكامل أجهزتها، خصوصا في ظل رفض كثير من فاعليات المدينة إعتماد الأمن الذاتي الذي قد يصبح ضرورة في حال شعر المواطنون بفراغ أمني من شأنه أن يهددهم ويهدد ممتلكاتهم.

تؤكد فاعليات من طرابلس أن المخاطر تكبر وأعمال السرقة تكثر، وهناك أماكن باتت معروفة يتلطى فيها اللصوص تمهيدا للانقضاض على فريستهم، وحتى اليوم لم نشهد جرائم كبرى، بل الأمر يقتصر على سرقات بسيطة، لكن الخوف من أن تبدأ عمليات الايذاء الى حدود القتل للحصول على المال أو للسطو على ما يملك البعض، مشددين على أن أحدا لا يحتمل في طرابلس لا من أهلها ولا من أجهزتها الأمنية أن يتعرض إنسان للأذى لأنه قاوم من أجل الدفاع عن ماله أو سيارته أو عرضه، الأمر الذي يتطلب تكثيف الدوريات الأمنية والعسكرية في كل المناطق التي شهدت أو قد تشهد عمليات سلب، لأن أي فراغ سيجعل الأمن مسؤولية الأهالي الذين بدأت تنشط في صفوفهم تجارة الأسلحة الفردية الخفيفة.

Post Author: SafirAlChamal