الكورة: مبادرة شبابية في القويطع لحل أزمة الطحين… فاديا دعبول

برزت  في خضم الازمات الاقتصادية والمالية والصحية والاجتماعية التي تجتاح غالبية العائلات، بارقة أمل، بشباب واع واعد بغد افضل، حين باشر منذ ثمانية اشهر، في منطقة القويطع الكورانية، الشاب علاء فرحات بزراعة القمح “لمنع احتكار التجار، وتامين نوع من الاكتفاء الذاتي، والتشبث بالارض، واكتشاف خيراتها..” وها هو يحصد الخيرات ويباشر اليوم بتوزيعها طحينا ابيضا، مجانا، على العائلات العفيفة في المنطقة. ما يدفع اكثر الى تشجيع هذه المبادرات، والعمل على اقامة زراعات اخرى محلية تسد الجوع وتضع حدا لجشع التجار ولا تنتظر القرارات السياسية الفاسدة.. او سواها.

انطلقت  الفكرة مع علاء منذ ثورة 17 تشرين على حد قوله وما قبل.  حيث كان يطرح افكارا انسانية كثيرة الا انها لم تكن تشهد النور  لعدم تبنيها من اي جهة، بلدية او جمعية او مؤسسة..

وحين ايقن ان لا جدوى من المشاركة في النزول الى الشارع واقفال الطرقات لتحسين الاوضاع والحصول على المطالب الشعبية، قرر الاستفادة من الوقت المهدور، والعمل بايجابية للمصلحة   العامة. فكان ان اطلق مبادرة زراعة القمح، عبر صفحته على الفايسبوك،  بالتزامن مع ازمة الخبز والمازوت والبنزين، وتهديد اصحاب الافران برفع سعر الرغيف اوالاقفال.

وسرعان ما لاقى طرحه استحسان الكثيرين، من مقيمين ومغتربين، وعرضهم الدعم له ومساعدته ان بزراعة اراضيهم او تقديم البذور. فما كان منه الا ان اختار الاراضي الاكثر ملاءمة للزراعة وباشر العمل بجد وحماس. وبفرح كبير اليوم  وجد ما جنته يداه حيث يقوم بتوزيع اربعة اطنان من الطحين على اهالي المنطقة.

هذه المبادرة الانسانية عبر كثيرون من الاهالي عن اعجابهم بها وافتخارهم بما انجز، لاسيما ان علاء قام بمحاولة للمساعدة، ولم يكتف بالكلام والتعبير عن الواقع بسلبية.  وقد نوهت الناشطة البيئية والاجتماعية السيدة ريما بربر رحباني بما يقوم به علاء، اذ ان الهدف وفق قولها “ان نكون الى جانب بعضنا، ونصنع من الضعف قوة”. مشيدة بافكاره النيرة الخلاقة، ونشاطه وكيفية تعاطيه مع الارض بحماس ومحبة، متمنية على اولادها وجميع الشبان ان يحذوا حذوه. لاسيما ان “هذا الجيل هو جيل العولمة، والتكنولوجيا والسهر والرفاهية.. وهو بعيد كل البعد عن الارض وخيراتها”. متمنية تحقيق المزيد من المشاريع الانسانية في هذا الزمن الصعب، والوقوف الى جانب الاخرين لاجتياز الازمات، والوصول الى بر الامان.

Post Author: SafirAlChamal