المسؤولون الفاسدون الى حاويات القمامة.. ألم يحن الوقت؟… أحمد الحسن

في اوكرانيا ابتكر الشعب طريقة جديدة وفريدة من نوعها لمعاقبة ومحاربة الفاسدين من المسؤولين، حيث اقدموا في عدد من التحركات على رمي نوابا ومسؤولين في حاويات القمامة بحجة أنهم متورطون في عمليات فساد، ثم نشر مقاطع فيديو توثق الحدث، بوصفه جزءا من ظاهرة ″التطهير بالقمامة″ كما باتت توصف، وقد انتشرت وتناقلت بين عدد من المدن والدول.

في الدخول الى تفاصيل هذه الحملات التي  كانت تطلق في اوكرانيا تحت عنوان: لاذلال من أذل الشعب، يرى متابعون ان المواطنين ملوا من الصبر إذ لم يروا الفاسدين في السجن بعد الثورة البرتقالية، فانتظروا السلطات عقدا من الزمن لمحاربة الفساد ووضع الفاسدين في السجن الا انها لم تفعل شيئا، الامر الذي ادى الى اطلاق هذه الحملة، ثم تحولت إلى ظاهرة يشارك فيها آخرون لإذلال من أذلّ الشعب، ووضعه في حاويات القمامة بدلا من السجون على الأقل.

اليوم يعيش الشعب اللبناني ازمة اقتصادية حادة تعتبر الاولى في تاريخه الحديث نتيجة لسياسات ومسارات اقتصادية وعمليات فساد وهدر تعاقب عليها المسؤولون اللبنانيون على مدار 30 سنة وتفاقمت بشكل فاضح في السنوات الاخيرة الى ان كان الانفجار في ثورة 17 تشرين الاول التي حملت مطلبا اساسيا تحت عنوان “كلن يعني كلن” لمحاربة الفساد والفاسدين، الا انه وبعد مرور حوالي 9 اشهر لم ير المواطن اللبناني اي تغيير في النهج، أو أي محاولة لمحاربة الفساد والفاسدين ووضعهم في السجن ومعاقبتهم واسترداد الاموال المنهوبة.

تحولت حياة اللبنانيين الى جحيم، حيث يواجهون الأمرين لتأمين لقمة عيش كريمة، وهي إن وجدت، فقد يضطرون الى الوقوف في طوابير الذل للحصول على الخبز، اوعلى حفنة من الأموال في المصارف، أو على صفيحة مازوت أو بنزين في المحطات، او في محلات السوبرماركت لشراء الحاجيات الاساسية التي ترتفع اسعارها مع كل اشراقة كل صباح ومع الغروب الذي يتحول بعد ذلك الى ظلام دامس جراء انقطاع التيار الكهربائي، بعد أكثر من عشر سنوات من الوعود بتحسين ساعات التغذية وصولا الى الـ 24 ساعة.

الغريب في ذلك، هو تعاطي الحكومة الجديدة مع الأزمات اللبنانية، علما أنها تشكلت تحت شعار مواجهة التحديات، لكن حتى الآن تبدو بأنها منفصلة عن الواقع، وتعيش في واد فيما الشعب يعيش في واد آخر، فلا حلول ملموسة، بل على العكس الامور تتجه نحو الاسوأ فنسب الفقر والبطالة تخطت الـ 60 % والبرادات في المنازل فارغة وجرائم القتل والسرقات ترتفع بشكل كبير اضافة الى حالات الانتحار.

كل هذه الامور والمعطيات والتهاون في هذه القضايا، تدفع الكثير من المتابعين الى السؤال: ألم يحن الوقت بعد للقيام بثورة جارفة يأخذ الشعب فيها حقه بيده بعد ان سلبته هذه السلطة كامل حقوقه، ليحاسبها ويحاسب المسؤولين الفاسدين عما اقترفته ايديهم واذلالهم كما اذلوا الشعب اللبناني ووضعهم في حاويات القمامة والنفايات التي تملأ الشوارع تقصيرا منهم ليكونوا عبرة لمن يخلفهم؟..


مواضيع ذات صلة:

  1. التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن

  2. فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن

  3. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal