هل تحسم الحكومة أمرها.. وتستقيل؟… غسان ريفي

وصلت حكومة حسان دياب الى الطريق المسدود.. لم تعد الوعود تنفع، ولا إنجازات الـ 97 بالمئة، ولا رمي الاتهامات والمسؤوليات، ولا الكلام المنمق المعسول شعرا أو نثرا، ولا الاعتراف بأن لبنان ليس بخير، بل إن الأزمة التي إستحكمت حلقاتها ستشد الخناق على اللبنانيين في ظل حكومة يعترف الجميع أنها غير مستقلة وأن كلام رئيسها هو صدى لمواقف التيارات السياسية الداعمة له.

كان لافتا يوم أمس كلام النائب فيصل كرامي (أحد أكبر الداعمين للحكومة) من بقاعصفرين، والذي أوحى بإنزعاج كبير منها، من خلال انتقادها ودعوتها الى أن “تحسم أمرها”، خصوصا بعدما نعت رئيسة صندوق النقد الدولي المشروع الذي ستتقدم به للصندوق وذلك نتيجة الاختلاف في الأرقام التي قدمتها الدولة اللبنانية، وعدم وجود إصلاحات، وتشديده على أن “لا خيار أمام الحكومة سوى إيجاد الحل، خصوصا أن الوضع الاقتصادي بدأ يفتح ثغرات أمنية كبيرة في لبنان”.

لم يقتصر إنتقاد الحكومة على كرامي بل إنتقل الى النائب جميل السيد (أحد رعاة تشكيلها) والذي أكد في برنامج “وهلق شو” مع الزميل جورج صليبي على قناة الجديد أن “الرئيس حسان دياب آدمي، لكن حكومته لم تعد قادرة على معالجة الأزمات”.

هذا الواقع من شأنه أن يعرّي حكومة دياب التي كان مبرر وجودها مرتبط بالحصول على المساعدات المالية من صندوق النقد الدولي، حيث أدى التخبط في المفاوضات معه والاختلاف في الأرقام التي تقدمت بها الحكومة، وعدم القيام بالاصلاحات المطلوبة، ورفض رئيس الجمهورية التوقيع على التشكيلات القضائية، وممارسته الضغط على الحكومة من أجل التراجع عن قرار وقف العمل في معمل سلعاتا، وعدم مبادرة مجلس الوزراء الى تشكيل الهيئات الناظمة للقطاعات الحيوية لا سيما الكهرباء منها، كل ذلك دفع رئيسة الصندوق الى أن “ينفطر قلبها على لبنان وهي تنعى المشروع الذي تقدم به”.

ثمة قناعة بدأت تترسخ لدى أكثرية الأطراف السياسية باستحالة نجاح الحكومة في إيجاد المعالجات لأي من الأزمات التي ترخي بثقلها على اللبنانيين، خصوصا أن هذه الأزمات تتشعب وتتداخل بين السياسة والاقتصاد والمال والخدمات وطريقة التعاطي مع شعب بدأ الجوع يطرق أبوابه.

لم تقدم الحكومة يوم أمس جوابا عن الجهة التي إتصلت بالسفيرة الأميركية للاعتذار منها على قرار القاضي محمد مازح، بل وكالعادة كان التخبط سيد الموقف بين رئيس الحكومة الذي برأ نفسه وأكد أنه لم يتصل بها، وبين وزيرة الاعلام التي أطلت على اللبنانيين بموقفين متناقضين، وبين وزيرة الدفاع التي نفت حصول أي تواصل مع السفيرة، وبين وزير الخارجية الذي قام باستدعائها، وبين وسائل الاعلام التي تتكهن بهوية الشخصية التي أجرت الاتصال، في وقت كان من المفترض فيه أن يخرج رئيس الحكومة على اللبنانيين ويقطع الشك باليقين ويعلن موقف الدولة اللبنانية من السفيرة الأميركية، لا أن يكتفي برمي المسؤولية عن نفسه وكأنه مسؤول درجة ثانية أو مواطن عادي.

ويبدو واضحا أيضا، أن الحكومة لم تعد تملك حلولا للدولار وإرتفاعه الجنوني بعدما رمت المسؤولية على مصرف لبنان وسلمت رقاب اللبنانيين الى حفنة من الصرافين، فيما تقف عاجزة عن مواجهة أزمة الغلاء التي تهدد المواطنين بالجوع، وأزمة الخبز التي أحيت صفوف الذل أمام الأفران، وأزمة الكهرباء التي تنذر بإعادة الناس الى إستخدام الشموع، وأزمة المحروقات التي تهدد المعامل والمصانع والسيارات بالتوقف عن العمل، وأزمة المستشفيات والمعدات الطبية والأدوية التي ترفع الغطاء عن حياة المواطنين.

هذه الأزمات وغيرها تحتاج اليوم الى حكومة إستثنائية تكون قادرة على فتح الآفاق أمام لبنان لاجتراح الحلول والمعالجات وصولا الى المعجزات، وليس حكومة مرتهنة سياسيا ومحاصرة من الداخل والخارج، ما يتطلب من رئيس الحكومة أن يستمع الى نصيحة النائب فيصل كرامي بـ”أن يحسم أمره”، وبما أن الأمور تزداد تعقيدا والأزمات تتوالد من كل حدب وصوب، هل يكون حسم دياب بإعلان إستقالة حكومته؟!..   


مواضيع ذات صلة:

  1. طرابلس رهينة الفوضى.. و″ليس في كل مرة تسلم الجرة″!… غسان ريفي

  2. فيلم ″أكشن″.. من بطولة حسان دياب!… غسان ريفي

  3. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal