المهندس جان موسى لـ″سفير الشمال″: نعمل في السياسة لخدمة الناس.. وأمام عكار فرصة لا تعوّض

قبل نحو عام كتب رئيس جمعية الانماء الريفي المهندس جان موسى على صفحته في موقع ″فايسبوك″: ″في زمن كثر فيه الكلام وقلّ فيه العمل، أفضل أن أصمت وأن أتجه نحو العمل″، وبالفعل فقد غاب المهندس موسى لعدة أشهر إنكب فيها على عمله في شركته التي تهتم بتكنولوجيا المعلومات والبرمجة الالكترونية، من دون أن يبتعد عن هموم مسقط رأسه عكار التي إستمر في متابعة شؤونها وشجون أبنائها والتواصل معهم على أكثر من صعيد إنمائي وخدماتي.

في ظل جائحة كورونا، والأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية والمالية التي ترخي بثقلها على كل اللبنانيين، آثر المهندس جان موسى العودة ليكون على تماس مباشر مع أهله وناسه، وللوقوف على حاجاتهم وتأمين ما أمكن من مقومات الصمود لهم.

في حديث مع ″سفير الشمال″ يؤكد المهندس موسى أن ثورة 17 تشرين الأول لم تكن وليدة صدفة أو قرار أو إبنة ساعتها، بل هي جاءت بفعل تراكمات من الحرمان والاهمال والابتعاد عن الناس، فنحن نعمل في السياسة من أجل خدمة الناس وتحقيق الانماء له، ولا نتخد من الانماء مطية من أجل تحقيق مكاسب سياسية، لذلك ما يهمنا هو الأمور المعيشية وفرص العمل، والانتاج الذي ينقذ البلد، فلبنان إعتمد على الاستدانة طمعا بالانتاج، فتراكمت الديون ولم يحصل الانتاج وإستحكمت الخلافات السياسية ما أدى الى إنفجار هذه الأزمات، وجاءت ثورة 17 تشرين لتعبر عن وجع الناس التي عادت وإستكانت وكأنها بدأت تموت ببطئ.

وعن مسؤولية الطبقة السياسية الحاكمة، يرى المهندس موسى أن الطبقة السياسية مسؤولة عن عن وضع سياسات البلد، وهي مختلفة على الحصص، في الوقت الذي يفترض بها أن تتنافس على إدارة البلد وإنقاذه، كما يفترض أن يكون لدى كل المكونات طروحات في السياسة والاقتصاد والمال والأمن، ومن ينجح في مهماته يكمل مسيرة الحكم، ومن يفشل يترك المسؤولية لغيره، مشيرا الى أن الأزمة اليوم هي أن الجميع يختلف على المحاصصة في المراكز والمواقع، وأن الجميع لا يأتي بالأصلح الى المناصب بل بالأكثر تبعية، ما يجعل ولاء المسؤول للجهة التي عينته وليس للوطن، وهذا يعطي نموذجا عن المسؤول السيء، لأن مصلحة الوطن يجب أن تتقدم على كل شيء.

وردا على سؤال عن الأزمات التي يتخبط فيها لبنان، يؤكد المهندس موسى أن ما يحصل لا يقبله عقل، ولا بد من مواجهته بجدية، كونه بات يهدد اللبنانيين في لقمة عيشهم، وهذا يتطلب تغيير في نمط إدارة الحكم والمؤسسات، فلا يجوز أن تستمر الخسائر في الكهرباء بنحو ملياري ليرة، وهذا المبلغ الذي نخسره سنويا يمكّن الدولة من دفع ألفي دولار لمليون عائلة لبنانية، لذلك وجب على الدولة وقف كل أنواع الخسائر الناتجة عن مختلف القطاعات من الكهرباء الى المحروقات الى الطحين، وأن يصار الى دعم العائلات المحتاجة والفقيرة، وإعتماد سياسات ضريبية تصاعدية عادلة تميز بين أصحاب الدخل المحدود، وأصحاب الدخل المفتوح.

عن إمكانية حصول تغييرا حكوميا، شدد المهندس موسى على أن التغيير يجب أن يكون في النهج، لافتا الى أن الحل هو باستعادة ثقة الشعب بالدولة، وهذا لا يحصل إلا بإنتخابات نيابية مبكرة تعيد تكوين السلطة، أو بحكومة عسكرية تعيد الأمور الى نصابها وتبدل من السياسات المتبعة اليوم..

ويسأل موسى: هل يعقل أن يصار الى وقف التحاويل من المغتربين اللبنانيين بقيمة 8 مليارات دولار والذهاب الى صندوق النقد الدولي لطلب ملياري دولار، هناك أخطاء غير طبيعية وغير مسبوقة، ويجب إصلاحها لأن الأمور لم تعد تحتمل، خصوصا لجهة حذب أموال المغتربين والسياح لاعادة ضخ السيولة بالعملة الأجنبية في الأسواق.

وعن الحرمان الذي تعاني منه عكار، يرى المهندس موسى أن أهل عكار معجونين بالشهامة والطيبة، لكن علينا أن نفتش عن مصلحتنا، فالبلد مأزوم، وهناك فرصة قد لا تعوض لأهالي عكار، خصوصا أن البلد يتجه الى وقف الاستيراد بفعل أزمة الدولار، ما يعني أنه سيضطر للانتاج، وأكثر منطقة مؤهلة للانتاج هي عكار على الصعد الزراعية والسياحية والفكرية والتكنولوجية، ما يجعل الفرصة متاحة أمام العكاريين للتغلب على الحرمان المزمن الذي واجهوه، علما أن المساحات الشاسعة في عكار تساعد على نقل كل عملية الانتاج إليها ما سيخلق فرص عمل للشباب، كما لا نذيع سرا إن قلنا أن مشاريع عدة في الدول العربية يتم برمجتها في عكار من خلال إعتماد صيغة العمل عن بعد التي نتبعها.

ويقول موسى: لقد شبعنا من الاقتصاد الريعي بتأمين بعض الوظائف، وعلينا أن نحول إقتصادنا الى منتج، فعكار تمتلك الشباب والطاقات البشرية والفكرية والطبيعية، ما يشكل فرصة لعكار بأن تقلب المعادلة.

وعن تقييمه لآداء نواب عكار، يرى المهندس موسى أن نواب عكار إختارهم الشعب، وهناك نائب أو إنثان يهتمان بأمور المنطقة وأهلها، والبعض منهم ينشغلون في إصدار البيانات للرد على بعضهم البعض، وهناك نواب لا نراهم وكأنهم غير موجودين.

ويقول: نحن نريد نوابا لعكار في أحزابهم، ولا نريد نوابا للأحزاب في عكار، نريد نوابا يمثلون عكار ويتحدثون باسمها وينقلون معاناة أهلها، فلا يجوز أن يتوقف مشروع الجامعة اللبنانية لأي سبب، ومن غير المقبول أن نستمر في خلافات ومناكفات على خلفية صراع الأحزاب والتيارات، وأبناء عكار شبعوا كلاما ويريدون عملا على الأرض وإنجازات وخدمات وإنماء، لا بطولات وهمية..

Post Author: SafirAlChamal