الى متى يستمر هذا التخدير.. أين ثورة اللبنانيين؟… عزام .غ. ريفي

إشتد الخناق الاقتصادي والمالي والمعيشي على رقاب اللبنانيين، من دون أن يلوح في الأفق بوادر حلحلة أو إنفراج، في الوقت الذي تعلن فيه السلطة تصريحا أو تلميحا بأنها عاجزة عن إخراج البلد من هذا النفق المظلم.

كل المؤشرات تنذر ببقاء لبنان على خط الكوارث الاقتصادية والزلازل المالية والموت الجماعي معيشيا، بما يهدد وجوده وبقاءه ككيان ووطن، في ظل غياب سلطة قادرة على الانقاذ، وضعف شعب لم يعد قادرا على التغيير بعدما سرقت هذه السلطة ثورته ودجنتها أو أدخلت عليها مناصريها ليشوهوا صورتها بالاعتداء على الأملاك العامة والخاصة.

كل يوم يمضي في لبنان هو أفضل من الآتي، في ظل تأكيد المعنيين بأنه لا شيء يمكن أن يعود كما كان من قبل، وخصوصا الدولار الذي يواصل إرتفاعه متجاوزا كل الخطوط الحمر ليلامس الـ 7000 ليرة، في حين يرى محللون إقتصاديون أن عودة الدولار الى سعره السابق أو الى عتبة الـ 2000 ليرة هو حلم إبليس بالجنة، الأمر الذي سينعكس سلبا على رواتب الموظفين والعسكر في حال ظلت ثابتة على ما هي عليه الآن، ما يعني أننا نتجه الى أزمة إفلاس حقيقية لن توفر أي لبناني.

ومما يزيد الطين بلة، هو أن إرتفاع سعر الدولار والغلاء الجنوني يتزامن مع أزمة كهربائية غير مسبوقة، وأزمة فيول للمعامل ومحروقات للاشتراك، ما يهدد لبنان بالعتمة الشاملة، لـ”يكتمل النقل بالزعرور”، ويعود لبنان “سويسرا الشرق” الى العصر الحجري وما يفرضه ذلك من “قانون غاب” يأكل فيه القوي الضعيف.

اللافت هو التخدير الذي يطال الشارع اللبناني الذي ما يزال هادئا نسبيا من دون أي من التحركات التي تقتصر على بعض التجمعات الشبابية وقطع طريق هنا وإوتوستراد هناك، إضافة الى تحركات لا تمت الى الثورة بصلة تتعلق بأعمال شغب وإعتداءات تساهم في دفع اللبنانيين الى إلتزام منازلهم لكي لا يسجلوا على أنفسهم المشاركة في تحركات مشبوهة، لكن كل ذلك لا يمكن أن يبدل شيئا من الواقع المعاش، أو أن يضغط على سلطة لاجتراج الحلول ولإيجاد المعالجات أو الاستقالة وإفساح المجال أمام من يستطيع أن ينقذ ما يمكن إنقاذه.

يؤكد متابعون أن لبنان اليوم يحتاج الى ثورة حقيقية، أمام ما يعانيه أبناءه من ذل وظلم ومصادرة حريات، ثورة تحفظ ماء الوجه وتسترد الكرامات التي أهدرت على أبواب المصارف والصيارفة ومؤسسات الدولة، ثورة دفاع عن النفس وعزتها، ثورة ضد ترف السلطة الغارقة في لقاء هنا وحوار هناك وبيانات إنشائية هنالك، ثورة ضد المندسين وأصحاب الفتن الذين يلوثون التحركات بـ”زعرناتهم”، ثورة تؤكد أن الشعب اللبناني حيّ وقادر على إثبات وجوده أمام سلطة جائزة، وإحداث التغيير المنشود.


مواضيع ذات صلة:

  1. هل تحول كورونا في لبنان الى ″غب الطلب″؟!… عزام ريفي

  2. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal