هل إنكسرت الجرة مجددا بين ريفي والحريري؟… غسان ريفي

لم يكد اللواء أشرف ريفي ينشر تغريدته عبر حسابه على ″تويتر″ والتي عدد فيها بعض الأمور التي لا ينفع معها ″الاعتدال″ الذي ″يحتاج الى قوة لحمايته″، حتى أثار حفيظة قيادات وكوادر من ″تيار المستقبل″ الذين فتحوا النار باتجاهه، على خلفية أن الرئيس سعد الحريري كان تحدث عن “الاعتدال والتمسك به” خلال زيارته الى دار الفتوى ولقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان.

كلام ريفي جاء في سياق عام، حيث إستكمل ما بدأه بعد يوم سبت 6 حزيران من هجوم سياسي على حزب الله وقوى 8 آذار، وهو لم يسم في تغريدته الرئيس الحريري، ولم يشر فيها الى تيار المستقبل، وإنما أبدى إعتراضا على لازمة الاعتدال كتعبير عن رأيه بأنه “لم يعد ينفع في ظل ما يحصل اللجوء الى الصمت تحت شعار الاعتدال الذي أضاع الوطن.

أما تيار المستقبل، فطبق المثل القائل: يلي في مسلة تحت باطو بتنعروا فجاء رد بعض قياداته العنيف على ريفي عبر مواقع التواصل وإتهامه بفك الارتباط مع الرئيس الحريري والانتساب الى منتديات بهاء الحريري برئاسة نبيل الحلبي، ليؤكد جملة حقائق هي:

أولا: أن الجرة التي إنكسرت بين ريفي والحريري إثر إستقالة الأخير من حكومة تمام سلام لم تنفع المصالحة التي جرت قبيل الانتخابات الفرعية بينهما في ترميمها فبقيت مشوّهة ومعرضة للكسر مجددا في أي لحظة وهذا ما قد يكون حصل يوم أمس.

ثانيا: أن الرئيس الحريري تعامل مع ريفي من باب المصلحة الشخصية البحتة، فضرب عصفورين بحجر واحد في مصالحته، حيث إنسحب من الانتخابات لمصلحة مرشحته ديما جمالي، ووضع ماكينته الانتخابية في تصرف تيار المستقبل لدعمها، مع العلم وبحسب كثير من المتابعين “لو أن ريفي إستمر في ترشيحه لكانت تبدلت كثيرا من المعطيات والتحالفات ومن الالتزام في منح الأصوات الى جمالي”.

ثالثا: يبدو أن “تيار المستقبل” لم “يبلع” إستقلالية ريفي وإستمراره بالتغريد سياسيا بعيدا عنه ورفضه أن تكون المصالحة مع الحريري تمهيدا للذوبان في “الوعاء الأزرق”، فتحينوا الفرصة بإنتظار أي خطأ للانقضاض عليه مجددا وفتح النار باتجاهه، إنطلاقا من تغريدة عامة إفتراضية وضعها البعض في خانة إنتقاد الرئيس الحريري.

رابعا: تسرع قيادات وكوادر من “تيار المستقبل” بإتهام ريفي بالانضمام الى منتديات بهاء الحريري، كشف حجم الهواجس والمخاوف التي يعيشها “التيار الأزرق” من عودة الابن البكر للرئيس الشهيد رفيق الحريري الى لبنان لخوض غمار السياسة.

يبدو واضحا بعد نحو عام على المصالحة، بأنها كانت هشة ومصلحية وغير مبنية على أسس متينة، ولم يتم تطويرها الى تعاون مثمر بين الطرفين، ما جعلها قابلة للسقوط عند أي عاصفة تهب عليها، في وقت أخفق فيه عرابا هذه المصالحة فؤاد السنيورة ورشيد درباس في حمايتها، فإنتهى دورهما مع صدور نتائج الانتخابات التي كان المطلوب فيها سحب أشرف ريفي فقط وبأي ثمن، ليعود الجفاء ويفرض نفسه مجددا مع “المستقبل” ويترجم أمس بهجوم عنيف سياسيا، في وقت ربط فيه بعض “الخبثاء” بين تغريدة ريفي صباحا والاشكال الذي حصل تحت منزله مساء!..


مواضيع ذات صلة:

  1. رئاسة الحكومة في مهب التنازلات.. وميقاتي يقرع جرس الانذار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal