تبّت أيديكم.. ورود بأي ذنب قتلت؟

خاص ـ سفير الشمال

هو القاتل نفسه يتجول في المناطق اللبنانية حاملا معه الموت المجاني، ولو تغيرت أو تبدلت أسماؤه وملامحه، إلا أنه نتاج فوضى مسلحة تجتاح البلاد من أقصاها الى أقصاها، بما فيها مخيماتها للاجئين الفلسطينيين فتمعن قتلا وإرهابا وإعتداء يطال الأبرياء الذين يدفعون الثمن من أرواحهم وممتلكاتهم.

لم يكد اللبنانيون يستفيقون من هول صدمة سبت 6 حزيران الذي كاد فيه بلدهم أن ينزلق الى فتنة طائفية ومذهبية تعيد سيناريو الحرب الأهلية، حتى كانت صدمتهم الآتية من مخيم شاتيلا أكبر برصاص من عيار تجار المخدرات المختلفين على “غلة” السموم، والذي طال أم لبنانية مقيمة في المخيم، ذنبها الوحيد أنها كانت تمشي في الشارع لحاجة ما في يوم أحد مشمس، لتُقتل وطفلها على يدها في مأساة إنسانية يندى لها الجبين، ويتحمل مسؤوليتها القيمون على أمن المخيم والدولة اللبنانية التي يفترض بها أن لا تتهاون بدم مواطنة، قتلت بدم بارد.

تلك الأم التي تحمل إسم الورود وعمرها، سمعت إطلاق النار، فسارعت الى ضم طفلها الى صدرها، وحماية رأسه الصغير برأسها الذي فجرته رصاصة آثمة، أسقطتها أرضا لكنها لم تفرط بطفلها الذي حرصت على سلامته حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، في مشهد وثقته كاميرا مراقبة، ليدمي القلوب، ويرفع من منسوب الغضب على فلتان أمني يطل على مدار الساعة بأوجه مختلفة وفي مناطق عدة، ويحمّل المسؤوليات الى كل من يعنيهم الأمر..

إستشهاد رورد كنجو هو حلقة في مسلسل طويل بدأت تفاصيله العنفية تتصاعد يوما بعد يوم، وتنتقل من منطقة الى أخرى وتحصد المزيد من أرواح الأبرياء في ظل عجز واضح من الدولة ومؤسساتها الأمنية في وضع حد لهذا الفلتان ولانتشار السلاح الذي يكاد أن يكون لغة التخاطب الوحيدة بين الخارجين عن القانون على مساحة الوطن من لبنانيين وفلسطينيين وسوريين الذين يستبيحون دماء وحياة الناس من دون رادع من أخلاق أو وازع من ضمير..

إستشهاد ورود هو جرس إنذار جديد وخطير الى كل من يعنيهم الأمر، من الأجهزة الأمنية اللبنانية الى القوة الأمنية المشتركة الفلسطينية، بضرورة الأخذ على يد العابثين بالأمن الى أي جهة إنتموا، ووضع حد لانتشار السلاح وإستخدامه، قبل أن يتحكم بالبلاد والعباد قانون الغاب وعندها ليت ساعة مندم..

Post Author: SafirAlChamal