ما هي أوجه التناغم بين حراك لبنان وإنتفاضة اميركا؟!…. مرسال الترس

إستعد الحراك الشعبي في لبنان لاستئناف حركته الاحتجاجية بالرغم من أن  أضواءه قد خفتت إلى حدّ التلاشي بسبب وباء الكورونا اللعينة، مع العلم أن معظم ضاربي الكف والمنجمين لا يتوقعون له أكثر من همروجة أخرى تنقلب بقدرة “محركٍ ما” إلى عمليات تخريب وقطع طرقات لأن “السوس” السياسي قد نخره إلى العظم، وأفرغه من مضمونه الشريف الذي إنطلق به في السابع عشر من تشرين الأول الماضي.

بعض “المتابعين المتفائلين” بمستقبل الحراك يعتبرون أنه قد أخذ دفعاً كبيراً من الإنتفاضة الواسعة على الأرض الأميركية ثأراً لـ”خنق” الشاب ذات البشرة السوداء جورج فلويد الأسبوع الفائت بركبة شرطي أبيض. الحادثة التي ألهبت شارع “العم سام” على مساحة أربعين مدينة، وأعادت إلى الأذهان مشاهدَ عنفٍ من أواخر ستينيات القرن الماضي بعد إغتيال الناشط الاجتماعي ذو البشرة السوداء أيضاً مارتن لوثر كينغ.

وإذا وضعنا جانباً الألاعيب السياسية اللبنانية التي “خردقت” ذلك الحراك. فإن سفراء الغرب في بيروت وفي طليعتهم “المندوب السامي” الأميركي أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عند كل نسمة باردة او ساخنة تهب باتجاه “ثوار” لبنان حتى ولو كانوا في قمة شغبهم، تحت عناوين حقوق الانسان والديمقراطية، من منطلق أن بلادهم هي من إبتكر تلك “المظاهر” الانسانية وبسطتها على شعوب الكرة الأرضية بعد الثورة الصناعية!

فهل صَدْم المتظاهرين في إحدى المدن الأميركية عمداً بسيارة للشرطة هو تطبيق للديمقراطية، فيما قتل الطفل محمد الدّرة بالرصاص في حضن والده في فلسطين مسألة فيها نظر؟

وهل إحراق المحلات التجارية ومراكز وسيارات للشرطة الأميركية جريمة لا تُغتفر، أما دفع المتظاهرين في بيروت للقيام بالأعمال نفسها مسألة تعبير عن غضب لاغير؟

وهل استخدام الشرطة الأميركية كل وسائل القمع مع المتظاهرين السلميين من أجل أن يأخذ الرئيس دونالد ترامب صورة قرب كنيسة حاملاً الأنجيل المقدس أمر مبرر، أما قيام الطائرات الأميركية بإلقاء قنابل حارقة طالت ملايين الهكتارات المزروعة بالقمح في سوريا، فهو واجب من أجل الأنسانية؟

الفنانة التشكيلية ماريا نصرالله كتبت تحت رسم كاريكاتوري للعلم الاميركي يشنق جورج فلويد: “اميركا العنصرية مشنقة الانسان والحرية”.

أما قداسة البابا فرنسيس فقد وصف مقتل جورج فلويد بأنه مأساوي، معتبراً أن الحادثة نتيجة “لخطيئة العنصرية”.

بالأمس في لبنان هناك من تناسى كلياً الأوضاع المعيشية الخانقة والجوع الذي يدق الأبواب ووصول الدولار الأميركي إلى أربعة الآف ليرة، مشددين على الدعوة للاعتراض “على سلاح  المقاومة” إرضاءً لذاك الغرب وعدم إزعاج إسرائيل. فهل إنتبه هؤلاء إلى أن هناك من يتحدث عن رائحة حرب أهلية في أميركا نتيجة تفشي ظاهرة تملّك السلاح!..


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal