يوما بعد يوم تتسع الهوة بين الحكومة وبين اللبنانيين الذي يعانون الامرين جراء الازمة الاقتصادية الاكبر في تاريخهم حيث تكبر التحذيرات من مجاعة في زمن اصلاحات اقل ما يقال عنها انها عشوائية لتغطي تخبط حكومي بات واضحا، خصوصا في وزارة الاقتصاد التي ظهر عجزها في كل الاتجاهات ابتداء من الارتفاع الجنوني لسعر الدولار مرورا بالغلاء الفاحش للمواد الغذائية وصولا الى احتكار المحروقات وغيرها من المواد الاستهلاكية الضرورية للمواطن اللبناني.
لم ينس المواطنون كلمات وزير الاقتصاد راوول نعمة خلال اجتماعه مع عدد من الثوار داخل مبنى الوزارة حين قال “نحن كوزارة لا قدرة لدينا على التنفيذ وإذا حصل احتكار لسلعة معينة مثل “كرتونة البيض” التي بات سعرها 11 ألف ليرة على المواطنين التوقف عن شراء هذه السلعة كي يُضطرّ المحتكرون لخفض سعرها” فعلى هذا المنوال يسير وزير الاقتصاد بحلوله لادارة الازمة الخانقة وقد ظهر ذلك مؤخرا عندما اعلن عن خفض وزن ربطة الخبز (لقمة عيش المواطن) استجابة لطلبات الافران التي تهدد بين والحين والاخر بالاضراب.
ووفقا لقرار وزير الاقتصاد فقد اصبح وزن ربطة الخبز وسعرها على الشكل التالي:
ربطة حجم كبير: زنة 900 غرام كحد أدنى بسعر 1500 ليرة لبنانية كحد أقصى.
ربطة حجم وسط: زنة 400 غرام كحد أدنى بسعر 1000 ليرة لبنانية كحد أقصى.
كما يحصر، بحسب القرار، إنتاج الخبز اللبناني الأبيض بالحجمين المذكورين في القرار فقط.
ومع ان الوزير استجاب لطلب نقابة اصحاب الافران الا انهم غير راضين عن هذه النتيجة وقد يقومون بالضغط مجددا من اجل رفع سعر ربطة الخبز الامر الذي يهدد جيب المواطن بمزيد من الاعباء خاصة وانه اصبح اكثر من 50 % تحت خط الفقر و65 % نسبة البطالة اي حوالي المليون عاطل عن العمل في ظل ازمة كورونا مع غياب الحلول الجزرية لهذه الكارثة الاجتماعية.
لاشك في ان ما يطالب به اصحاب الافران ونتيجة لعوامل عالمية ومحلية جراء ازمة الدولار في لبنان وارتفاعه الجنوني بات شبه حق لهم ولكن اولا بالنسبة للافران لا يجب التهديد بلقمة عيش المواطن والاضراب واذلاله امام ابواب الافران خصوصا في هذه الظروف الصعبة.
وثانيا: تكمن المشكلة الكبرى في الحلول التي يقدمها وزير الاقتصاد، فبدلا من خفض الوزن او رفع سعر ربطة الخبز لتطال جيوب المواطنين كان من الاجدى زيادة الدعم على المواد الأساسية والاولية التى تدخل في صناعة الخبز مع الدعم الذي اعلن عنه لبعض المواد الغذائية!.
مواضيع ذات صلة:
-
التهريب الى سوريا ينشط في عكار.. ماذا عن تفاصيل المعابر؟… أحمد الحسن
-
فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن
-
عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن
