مسبحة المسيحيين تنفرط عن بعبدا!… مرسال الترس

عندما ينتهي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من صلاة الآبانا والسلام الصباحية سيلتفت وراءه ولن يجد من المسيحيين المدعوين للصلاة سوى صهره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وبعض المستشارين، لأن الكتل المسيحية الفاعلة في مجلس النواب الحالي قد خرجت من كنيسة القصر من دون أية مؤشرات على عودة محتملة في السنتين ونيّف الباقيتين من عمر العهد.

صحيح أن تقارب وجهات نظر قوى مسيحية عدّة مع التيار الوطني خلال الساعات الماضية حول النظرة إلى قانون العفو العام لم تكن على مبدأ “عفا الله عمّا مضى” وأن مجاري المياه عادت إلى طبيعتها مع التيار البرتقالي، وإنما ذلك حصل لمبررات سياسية تكتيكية تنطلق من نظرتها إلى الأمور والشارع الذي يدور في فلكها، ولأن تلك القوى قد إكتوت من حرارة “الشعلة المتوقدة” بين العهد وصهره!

فالكل يتذكر جيداً أن حزب القوات اللبنانية ورئيسه سمير جعجع عندما وافق على تفاهم معراب لإيصال النائب العماد ميشال عون إلى سدة الرئاسة، إنما كان لقطع الطريق على وصول رئيس تيار المرده النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه، ولتقاسم مغانم الحكم بين “أقوى كتلتين مسيحيتين” ليتشبها بما هو حاصل على الساحة الشيعية. ولكن حساب حقل القوات وجعجع لم يتطابق إطلاقاً مع حساب بيدر التيار الوطني الحر وباسيل، فكان “الفراق العظيم”، وإذا كان البعض قد علّق آمالاً على مشاركة جعجع في آخر لقاء وطني في القصر الجمهوري، فلا يبدو أنهما سيلتقيان مجدداً الاّ بإذن الله، وإذا إلتقيا فلا حول ولا قوة الاّ بالله!

والكل يتذكر أن تيار المرده ورئيسه النائب سليمان فرنجيه كان عضواً في كتلة التيار الوطني الحر التي تجتمع اسبوعياً برئاسة النائب العماد ميشال عون، إلى أن إنكفأ فرنجيه عن المشاركة ومن ثم تبعه نواب كتلة المرده بسبب الأداء غير المريح في طرح الآفكار ومعالجتها، حتى حلّت الأنتخابات الرئاسية فعززت الابتعاد بدون أن يتحول إلى فراق الذي تحوّل إلى راسخٍ نتيجة “الطموحات غير المحدودة” لخليفة العماد عون في التيار جبران باسيل. في حين أن هدم الهوة القائمة بين الطرفين تحتاج إلى “بلدوزر” لا يبدو أنه متوفر في المدى المنظور.

الكل يتذكر أن حزب الكتائب ورئيسه النائب سامي الجميّل قد قطع كل مسارب اللقاءات مع التيار العوني لأنه يصنفه منذ عودة العماد عون من المنفى على أنه الخصم الذي يأكل من صحنه المتني أو أية منطقة أخرى مماثلة لتواجدهما سوية، ولا يبدو أن الكيمياء ستُصبح يوماً قابلة للتفاعل في أجواء تنافسية، أو لنقل إلغائية كما يحلو للكتائبيين إطلاق التسمية عليها.

والكل يتذكر أن النواب المسيحيين الذين إنخرطوا في “التسمية المستقلة” ومنهم ميشال ضاهر وشامل روكز وميشال معوض قد خرجوا من كنف تكتل “لبنان القوي” ولا يبدو انهم بصدد العودة إلى المربع الأول.

أما القيادات المسيحية التي أُخرجت من مجلس النواب فإنها تصفّق جيداً لكل إنتقاد علني تتضمنه عظات البطريرك الماروني بشارة الراعي أو عظات راعي أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة. وبالتالي لا يبدو أن إقامة صلاة “مسبحة الوردية” الجامعة سيتحقق في الثمانمئة يوم المقبلة.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal