مفتي الجمهورية أمام خيارين.. وحدة الطائفة أو طموحات الشعار!!… غسان ريفي

تتجه قضية الافتاء في طرابلس الى مزيد من التأزم، مع إستمرار مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار بـ”التوسل” السياسي بهدف تمديد ولايته للمرة الثالثة وتسخيره بعض المحيطين به والمستفيدين منه لتسويق هذا التمديد الذي تتسع رقعة معارضته سياسيا ودينيا وشعبيا، ليس في طرابلس وحسب بل على صعيد محافظات ومناطق لبنانية أخرى.. وذلك إنطلاقا من الحرص على دار الفتوى وحضورها وهيبتها وعلى إحترام المهل الدستورية والأنظمة والقوانين التي من المفترض أن تتخطى الطموحات الشخصية التي يتطلع إليها الشعار.

اللافت أن قضية التمديد تجاوزت صاحبها لتفتح ملف دار الفتوى على مصراعيه، وإجراء جردة حساب لمسيرة الشعار على مدار 12 عاما، والتي خلت (بحسب متابعين) من أي إنجاز ملموس على صعيد الأوقاف أو تحسين أوضاع أساتذة التعليم الديني، وأئمة المساجد وخدمها والمؤذنين فيها، وغيرها من الأمور التي تتعلق بفقراء المسلمين، في وقت شهدت فيه علاقة الشعار بقيادات طرابلس توترا كبيرا أدى الى شبه قطيعة في السنوات الأخيرة، نتيجة تخليه عن صفة المفتي الجامع، وإنحيازه الى طرف سياسي تولى التسويق الانتخابي له في كل الاستحقاقات الأمر الذي ساهم في شرذمة أبناء الطائفة.

تشير المعلومات الى أن إتصالات عدة ترد الى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان للتمني عليه بأن يتمسك بقراره القاضي بانهاء ولاية الشعار وتسليم مهام الافتاء الى أمين الفتوى الشيخ محمد إمام، ومواجهة كل الضغوطات التي تمارس عليه بشأن الاقدام على تمديد ثالث سيكون له تداعيات كارثية على دار الفتوى وعلى مقام الافتاء على حد سواء.

ما كان يُحكى في الاجتماعات الثنائية أو الضيقة حول رفض التمديد للشعار، خرج الى العلن وبات على صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي خصوصا أن ثمة قناعة لدى كثير من المعنيين بأن ما لم ينجزه الشعار في عشر سنوات وفي سنتين من التمديد، لن يستطيع إنجازه في أي فترة زمنية مقبلة لأن “فاقد الشيء لا يعطيه”، ما يعني أن لا جدوى من تمديد ولايته، لذلك فإن كثيرا من المشايخ والعلماء والأئمة ورؤساء الجمعيات الاسلامية وأعضاء من المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى والفاعليات طالبوا مفتي الجمهورية بمواجهة الضغوط التي يحاول الشعار ممارستها عليه والتمسك بتطبيق القانون الذي من شأنه أن يحصّن مقام الافتاء بالدرجة الأولى، وأن يغلق أبواب دار الفتوى أمام رياح الاستهداف، وأن يحمي وحدة الطائفة التي لم تعد تحتمل مزيدا من الاخفاقات ومن الاساءات الى مؤسساتها الدينية وتحويلها الى ملحقة بالتيارات السياسية.

وفي هذا الاطار علمت “سفير الشمال” أن إجتماعا سيعقد اليوم بين عدد من أعضاء المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى وبين نائب رئيس المجلس الوزير السابق عمر مسقاوي، للتأكيد على إحترام المهل، وعلى تحييد دار الفتوى عن التدخلات السياسية التي لن تكون في مصلحة أحد.

يقول متابعون: ليس في كل مرة تسلم الجرة، وهذا التمديد إن حصل لن يمر مرور الكرام، وسيضع مفتي الجمهورية في موضع الخصم، وسيؤدي الى قطيعة كاملة مع دار الفتوى في طرابلس، ما يعني مزيدا من التفكك ضمن الطائفة، ما يتطلب من الغيورين تجنب ذلك، والأخذ على يد الشعار ودفعه الى الالتزام بالمهلة المحددة لولايته، لأنه يكفي ما تسبب به من إساءة لموقع الافتاء في طرابلس، وما حصل ليل أمس من تجمع شعبي أمام دارته رفضا للتمديد ليس سوى نموذجا بسيطا عما يمكن أن تكون عليه الأمور من ردات فعل وغضب وشغب في حال لم يستمع مفتي الجمهورية ومن يعنيهم الأمر الى صوت الناس.


مواضيع ذات صلة:

  1. إجماع سياسي وشعبي وديني على تنفيذ قرار إنهاء ولاية الشعار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal