هكذا رثى مؤرخ طرابلس الدكتور عمر تدمري صديقه “الطيب” الشيخ عبداللطيف الرافعي

كتب مؤرخ طرابلس الدكتور عمر تدمري رثاء بصديقه الشيخ عبداللطيف الرافعي الذي وافته المنية في العشر الأخير من شهر رمضان وفي اليوم التالي لليلة القدر، وقد كتب ما يلي:

كل نفسٍ ذائقة الموت

في اليوم التالي لليلة القدر المباركة، ليلة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المعظّم، صعدت روح الأخ الصديق الحميم، رفيق الدراسة في القاهرة، الشيخ “الطيّب” عبد اللطيف الرافعي، الذي كنت آنس إليه حين يزورني، وقد أَقْعَدَه المرض ما ينيّف على السنوات الثلاث، وكنت كلّما زرته أو اتصلت لأطمئنّ عليه كان يسارع إلى القول بأنه سيأتي قريباً، ولم يشأ الله تعالى أن يحقّق أمنيته، وترك ذلك حسرة في قلبي، ولا رادّ لقضاء الله، وهو غالب على أمره.

لقد ترك رحيلك أيّها الطيّب الرافعي أسىً عظيماً عندي وعند أولادي الأربعة الذين أجريت عقود زواجهم بيدك الكريمة، الدكاترة: غازي، خالد، رشا، وندى.

وإن أنسى، لا أنسى كم كنتَ سعيداً وأنت تجهّز لي سجلّات المحكمة الشرعية بطرابلس، وتحملها إليّ بسيارتك لتقوم رابطة إحياء التراث الفكري في طرابلس والشمال بتصويرها وتجليد ما تشعّث من أوراقها النادرة، فكان لك الأجر إن شاء الله بحفظ هذا التراث.

لقد كنت بفضل الله عليك محبوباً مقصوداً في المحكمة الشرعية، هيّناً ليّناً متواضعاً، خفيف الظلّ. وكُنتَ حقيقاً بأن ترقى إلى القضاء، ولكنّ الله تعالى لمْ يُرِدْ لك ذلك لتبقى قريباً من الناس.

رَحَمَك الله، وأسكنَك فسيح جنّته، وأكرم نُزُلك ومثواك، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

أخوك وصديقك

عمر عبد السلام تدمري

 

Post Author: SafirAlChamal