زغرتا تزرع.. للاكتفاء الذاتي من الخضار في الأيام الصعبة… حسناء سعادة

لم يعد هناك شبر أرض في قضاء زغرتا إلا ويتم استصلاحه وتهذيبه من اجل زراعة الخضار والاشجار المثمرة، وكأن الاهالي في هذا القضاء اختاروا طوعاً العودة الى الجذور والصمود في وجه الأزمات على طريقة الأجداد الذين حولوا الصخور الى بساتين وتمكنوا من تأمين الاكتفاء الذاتي ولم تطرق المجاعة يوماً ابوابهم رغم أنها طالت معظم المناطق اللبنانية.

يؤكد بدوي وهو مزارع مستجد أنه حوّل قطعة الارض الصغيرة بجانب منزله الى بستان لخضار متنوعة، وأنه منذ أن تمنى رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه على الاهالي التوجه الى الزراعة للصمود وتأمين الغذاء في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، بادر الى إصلاح أرضه وعمد الى تنبيت الشتول على شرفته قبل نقلها الى الارض، مؤكداً أنه اليوم يشعر بسرور كونه لم يعد يشتري من الخضار إلا ما ندر، كما أنه يرسل الى اهله من منتوجاته والى بعض الاصدقاء.

من جهتها اكدت اليسار في دردشة مع ″سفير الشمال″ أنها تشعر بالسعادة لاعتنائها ببستان صغير مجاور لمنزلها تقول إنها تشعر بالفرح وهي ترى مزروعاتها تتفتح وتتحول الى خضار صحية لا مواد ضارة فيها، موضحة: “على الاقل بعرف شو عم آكل”.

“نيال من لديه قطعة ارض” يقول بولس متحسراً كونه باع ارضه منذ سنوات بسبب انشغاله بوظيفته، أما اليوم فقد حول شرفة منزله الى حديقة تضم مختلف أنواع المزروعات ويقول “تحولنا الى فلاحين ونسير على مقولة فلاح مكفي سلطان مخفي”.

سمر اختارت أن تحول سطيحة منزلها الى حديقة متعددة النصوب والشتول، هي زرعت الاكيدنيا في صفائح من حديد والليمون الحامض في غالونات المياه الفارغة، أما الفريز ففي قساطل من البلاستيك، ناهيك عن البندورة والحبق، تقول إن هوايتها الزراعة لكنها لا تملك ارضاً، موضحة أن الخضار لم تعد في متناول اليد وباهظة الثمن لذا كان لا بد من ايجاد حل فحولت السطيحة الى حديقة، مؤكدة أن الناس اصبحت تأكل بعضها عبر التلاعب بالاسعار بعد أن اكلنا المسؤولون وسرقونا.

من جهتها نجيبة اختارت لشرفتها النعنع والبصل واكليل الجبل مع بعض شتول الخيار واللوبية والفليفلة الخضراء، تقول إنها تتعلم الاعتناء بمزروعاتها عبر الانترنت وتدعو الجميع الى التوجه نحو الزراعة البيتية لأنها تؤمن نسبة كبيرة من احتياجات كل منزل من الخضار.

اتحاد بلديات قضاء زغرتا الذي يستكمل خطته في دعم الزراعة في القضاء عبر توزيع الشتول إذ قام حتى الساعة بتوزيع اكثر من ثلاثين الف شتلة لخضار متنوعة يقول رئيسه زعني خير إن اجدادنا اعتاشوا من الزراعة ونحن في الاتحاد ندعم المزارعين والاهالي في هذه الأزمة الصعبة كي تمر باقل ضرر ممكن، كاشفا أنه الى جانب سوق الخضار الذي سينطلق خلال أيام سيكون هناك مشتل لدعم المزارع.

من جهتها بلدية زغرتا وزعت حصص شتول زراعية على الاهالي وقصد رئيسها انطونيو فرنجيه وزير الزراعة عباس مرتضى عارضاً الواقع الزراعي في زغرتا اهدن، حيث كان تأكيد على تخصيص الوزارة كمية من الشتول والبذور لتوزيعها على المزارعين.

بدوره اكد احد المهندسين الزراعيين في اتحاد بلديات قضاء زغرتا في دردشة مع ″سفير الشمال″ أن الزراعة المنزلية امر مهم إلا أن معظم من يخوض هذه التجربة يقع في أخطاء قد تقضي على المواسم، لافتا الى أن الاتحاد وضع بتصرف الأهالي أرقام مهندسين زراعيين  للتواصل معهم من أجل الارشادات حول نوعية التربة والظروف المناخية وما يمكن زراعته في الشتاء أو في الصيف من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.


مواضيع ذات صلة:

  1. كلام بشظايا حارقة لـ فرنجيه.. هل وصلت الرسالة؟… حسناء سعادة

  2. عن ماري و″السليق″ والفقر وعزة النفس!… حسناء سعادة

  3. أرقام مخيفة عن سرعة إنتقال الكورونا في لبنان.. وعلى الدولة تأمين آلات الأوكسجين… حسناء سعادة


 

Post Author: SafirAlChamal