السنيورة دخل على خط التمديد للشعار.. هل تحترق الطبخة؟… غسان ريفي

لم تقتصر جهود مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار على التوسط لدى الرئيس سعد الحريري ليضغط على مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان للتمديد له مجددا، وذلك بعد التمديد لولايتين وضعتا المؤسسة الدينية الأم في موقف لا تُحسد عليه، وأساءتا الى موقع وحضور وهيبة ومقام المفتي في طرابلس على قاعدة: أن “طالب الولاية لا يولى”.

بل توسعت جهود الشعار لتشمل الرئيس فؤاد السنيورة لكي يلعب دورا في تحقيق هذا التمديد، حيث تشير المعلومات الى أنه بدأ بالتعاون مع الحريري والشعار بإعداد طبخة تلبي طموحات الأخير في الحصول على تمديد ثالث، الأمر الذي يطرح تساؤلات لجهة: هل يحتاج منصب الافتاء الى كل هذا التوسل السياسي للبقاء فيه؟، وهل المفتي هو رجل دين أو رجل دنيا حتى يصارع على هذا المنصب بهذه الشراسة وبتسخير السياسة على حساب الدين؟، وما هو الثمن الذي سيدفعه الشعار الى كل من الرئيسين الحريري والسنيورة لقاء الخدمات التي يقدمانها له؟، وماذا يمكن أن يقدم لهما أكثر مما قدمه وهو المحسوب عليهما سياسيا الأمر الذي جعله في عزلة ضمن مدينته، وربما بات المفتي الوحيد في لبنان الذي تقاطعه القيادات السياسية في منطقته؟..

ثم، ما هذا الاستلشاق من الحريري والسنيورة بدار الفتوى؟، وهل هذه الدار هي مما تبقى من إرث الشهيد رفيق الحريري ليتحكم إبنه سعد بها وبمراكزها ويفرض تمديدا لهذا المفتي أو ذاك؟، وهل وظيفة الحريري والسنيورة الحفاظ على المؤسسة الدينية الأم للسنة في لبنان، أم إضعافها وتهميشها بكسر قراراتها؟.

تقول المعلومات إن الرئيس السنيورة كلف صديقه الاعلامي صلاح سلام من أجل القيام بتدوير بعض الزوايا وإجراء وساطات للبدء بتذليل العقبات الكثيرة التي تقف حائلا دون التمديد، كما أنه إستعان بمجموعة العشرين التي كان يستخدمها سابقا للضغط على الرئيس الحريري، من أجل المساعدة في إتمام هذا التمديد قبل إنتهاء ولاية الشعار في 31 أيار الجاري الذي من المفترض أن تنتقل فيه مهمة الافتاء الى أمين الفتوى الشيخ محمد إمام المكلف بشكل تلقائي وبناء على قرار صادر عن “صاحب السماحة”.

وتضيف هذه المعلومات أن السنيورة فوجئ بالتباينات في وجهات نظر أعضاء مجموعة العشرين حيال هذا التمديد، حيث يرفض كثيرون التعاطي مع قضية دستورية وقانونية في دار الفتوى بهذه الخفة، ويلفتون الانتباه الى أن الامعان في التلاعب بالمهل أو بالأنظمة المرعية الاجراء يسيء الى دار الفتوى ويضعف موقفها، خصوصا أن هناك من يتربص شرا بهذه الدار، ويريد أن يسجل عليها أي مخالفة للنيل منها وتهشيمها، مشددين على ضرورة عدم فتح الباب أمام رياح ربما لا يعود بمقدار أحد مواجهتها، خصوصا أن التمديد للشعار لا يعني دار الفتوى أو الرئيسين المتحمسين له فقط، بل يعني أكبر منطقة سنية في لبنان، ويعني مرجعياتها وقيادتها السياسية التي تجمع على رفض هذا التمديد، فضلا عن إعتراض السواد الأعظم من المشايخ والعلماء، والرفض الشعبي الذي قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، وقد شاهدنا قبل ذلك نماذج من الشغب الاعتراضي، متسائلين، لماذا نضع كل هؤلاء في ظهرنا لقاء تمديد أثبت فشله في المرة الأولى وكاد أن يؤدي الى فتنة في المرة الثانية.

حتى الآن يبدو أن السنيورة ماض في إعداد طبخة التمديد بالتعاون مع الحريري وبعض المقربين، فهل كثرة الطباخين سوف تحرق الطبخة؟، أم أن الاعتراض الطرابلسي الأفقي سوف يمنع وصولها الى مدينته؟..



WhatsApp Image 2020-05-07 at 8.51.05 PM


مواضيع ذات صلة:

  1. إجماع سياسي وشعبي وديني على تنفيذ قرار إنهاء ولاية الشعار!… غسان ريفي

  2. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  3. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal