إجماع سياسي وشعبي وديني على تنفيذ قرار إنهاء ولاية الشعار!… غسان ريفي

كل حديث في طرابلس عن إمكانية عدم تنفيذ قرار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان القاضي بانهاء خدمات مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار في 31 أيار الجاري وتسليم أمين الفتوى الشيخ محمد إمام شؤون الافتاء بالانابة الى حين إنتخاب مفت جديد، يثير حالة من التوتر في المدينة على أكثر من صعيد.

بات معلوما أن المرجعيات السياسية ترفض أي تمديد جديد وهي في معظمها تقاطع الشعار منذ فترة طويلة، ولا تلبي دعواته ولا تدعوه الى نشاطاتها..

والشارع يتحرك غضبا ضده حيث تحول منزله الى محطة شبه يومية للثوار الذين صبوا جام غضبهم أكثر من مرة على غرفة الحرس وطالبوه مرات عدة بالاستقالة أو التنحي، وهذا الشارع الذي يستعد لعودة قوية بعد شهر رمضان سيكون له كلام آخر في حال لم تسير الأمور كما يشتهي بتسلم أمين الفتوى الشيخ محمد إمام تسيير شؤون الافتاء..

وأكثرية المشايخ والعلماء في طرابلس إمتدادا الى الضنية وصولا الى بيروت والبقاع يعبرون عن إستيائهم من المحاولات التي يقوم بها الشعار في كل مرة بالتوسط لدى بعض المرجعيات السياسية لتمديد ولايته فترة إضافية، مؤكدين أنه “آن له أن يرتاح ويتفرغ للعبادة والدعوة”.

لم يسبق أن حصل هذا الاجماع السياسي والشعبي والديني على رفض التمديد لأي مفت في لبنان، لكن العلاقات المتوترة بين الشعار وبين أكثرية مكونات طرابلس أدى الى عزله عن محيطه بالرغم من التمديد له لولايتين، بما يسيء الى هذا الموقع الذي كان على مدار تاريخ المدينة موقعا جامعا ومؤثرا له من المكانة والمهابة ما يجعله فاعلا على كل الصعد محليا ووطنيا.

لم يعد الأمر يتعلق بسعي الشعار للحصول على تمديد ثالث، خصوصا أن موقع الافتاء في طرابلس تعطل منذ التمديد الأول، وتعرض لشلل كامل في التمديد الثاني، بل إن الأمر بات مرتبطا بالمؤسسة الدينية وحضورها وهيبتها وحفاظها على القوانين والمهل الدستورية، علما أن لدار الفتوى رمزية كبرى في لبنان وخارجه، كما لمفتي الجمهورية حضورا كبيرا على مستوى العالم الاسلامي، لذلك فإن أحدا لن يرضى بأن يتعرض المفتي عبداللطيف دريان لأي ضغط سياسي أو يقوم أي كان بكسر قراره، لأن ذلك يتعلق بمقام ديني يجب أن يبقى منزها عن كل التدخلات من أي جهة أتت، لا أن تكون قراراته عرضة للكسر.

من المفترض في 31 أيار الجاري أن يسلم المفتي الشعار الأمانة الى أمين الفتوى الشيخ محمد إمام لتسيير شؤون الافتاء بناء على قرار مفتي الجمهورية الصادر عشية دخول العام الميلادي 2020، وكل ما يناقض ذلك، يعتبره كثيرون إساءة الى دار الفتوى بما يمثل وبمن يمثل.

كما أن ممارسة أي ضغط على أمين الفتوى لرفض هذه المهمة ضمن إطار خطة إبقاء الشعار في منصبه، هو بمثابة إستهداف مباشر للشيخ محمد إمام أحد أكثر المؤهلين في طرابلس لتسلم منصب الافتاء، علما أن تسيير شؤون دار الفتوى يمكن أن يكون محطة أخيرة قبل إنتخابه مفتيا، وهو كان أبلى بلاء حسنا في مرحلتين تسلم فيهما تسيير شؤون الافتاء، الأولى في الفترة الممتدة بين إنتهاء ولاية المفتي الراحل طه الصابونجي وبين إنتخاب المفتي الشعار، والثانية عندما غادر الشعار لبنان، حيث لعب إمام دورا كبيرا في وقت بالغ الصعوبة من التوترات الأمنية، كما لعب دورا إيجابيا في المدارس الدينية، خصوصا انه صاحب علم يتمتع بكثير من الهدوء والوقار.

يقول مطلعون: “إن ولاية الشعار من المفترض أن تنتهي حكما في 31 أيار الجاري، خصوصا أن ذلك جاء في قرار مبرم لمفتي الجمهورية على الجميع إحترامه والسير بموجبه، إجلالا وإكبارا لدار الفتوى التي تعتبر الحصن الأخير للسنة في لبنان”.



WhatsApp Image 2020-05-07 at 8.51.05 PM


مواضيع ذات صلة:

  1. الكل في الشارع المسيحي.. مأزوم!… غسان ريفي

  2. صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي

  3. ما بين بهاء وسعد.. حراك غامض وإحباط صامت!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal