أي نوع من الكذب هو المتداول في لبنان؟… مرسال الترس

يقول احد الأدباء الأنكليز أن هناك ثلاثة أنواع من الكذب: كذب عادي، كذب فاجر وكذب الإحصاءات. فهل اعتمد المسؤولون والسياسيون في لبنان أي نوع من هذه الأنواع في التعاطي مع اللبنانيين، أم أن ما يُتهمون به لا يتعدى الوعود الإنتخابية التي ينتهي مفعولها عند إقفال صناديق الإقتراع؟

أما الأسئلة التي تتضمن علامات استفهام حول أداء الأنظمة والأحزاب والمليشيات الى آخر التسميات، فيعيدها علماء النفس الى ثوابت تقول: بأن الكذب ينطلق من الخوف من الآخرين او من الشعب، كي لا تظهر حقيقة مُطلِقَه وينكشف أمام الرأي العام!.  

قد يكون في بعض هذه الأسئلة، تجنٍ على شريحة من هؤلاء، أو تحاملاً على آخرين. ولكن ما لمسه أبناء هذا الوطن خلال المئة سنة التي طويت من عمر هذا اللبنان، لا يترك أي شك بأن ما حصل لم يكن سهواً أو عن حسن نية..

فاللبنانيون ينتظرون منذ سبعة عقود تحقيق الحلم بالنفط والثروات الطبيعية في ترابهم او مياههم، من دون جوابٍ شافٍ من قبل أي مسؤول بالرغم من كل التطور العلمي الذي حصل على آليات الأستكشاف، في حين كان يُقال أن دولاً أخرى تعرقل هذا التوجه، أما الحقيقة ففي مكان آخر تماماً!.

واللبنانيون عاشوا طوال العقود الأربعة الماضية على أمل أن الكهرباء لن تغيب عنهم ولو دقيقة واحدة في اليوم، ولكنهم حتى مساء أمس لم يسمعوا ما يُمكن أن يحقق الوعود العرقوبية التي تُطلق بين الفينة والأخرى!.

واللبنانيون سمعوا منذ الإستقلال أطروحات متنوعة ومتعددة عن قضاء ومحاكم ستوصل كل مظلوم الى حقوقه، وتقضي على الفساد والمفسدين، ولكنهم حتى الساعة لم يلمسوا سوى قضاء مرتبط بمزاج السياسيين، وبموجات من الفساد لا أفق لها!.

وأخيراً وليس آخراً، عاش اللبنانيون على كذبة كبيرة وهي النظام المصرفي المثالي، ليستفيقوا على أن ودائعهم في خبر كان ولم يستطع أي مسؤول أن ينال ثقتهم عندما يحدثهم عن هذه الكارثة، وعمّا ينتظرهم في المستقبل!.   

يقول أحد الأمثلة الشعبية المتداولة في لبنان :”الكذب ملح الرجال وعيْب على الذي يَصدق”. والقبعة بالتأكيد ستُرفع لمن يستطيع أن يكسب ثقة هؤلاء الناس الذين تحولوا الى مقهورين، ليس بسبب الكورونا اللعينة فحسب، وإنما بسبب سياسات سبقت الكورونا بأشواط!..


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal