كيف قرأ فريقا سعد وبهاء زيارة السفير السعودي الى بيت الوسط؟… خاص ـ سفير الشمال

خاص ـ سفير الشمال

كل الأنظار إتجهت عصر أمس الى بيت الوسط، فالرئيس سعد الحريري المأزوم من الحراك السياسي لشقيقه بهاء، من المفترض أن يكون تلقى جرعة دعم كان بأمس الحاجة إليها، تمثلت بزيارة السفير السعودي وليد البخاري الى بيت الوسط وإجتماعه به، لتعطي صورة اللقاء أبلغ تعبير عن إستمرار الدعم السعودي لزعيم “تيار المستقبل”، بالرغم من التحفظات على آدائه السياسي.

تكمن إيجابية الزيارة السعودية الى بيت الوسط في شقين، الأول داخلي نقلته مصادر مقربة من السفير البخاري بأن ما جرى في الأيام الماضية (أي بيان بهاء الحريري والحديث عن دعم سعودي) لا قيمة ولا أهمية له..

والثاني سياسي بامتياز يتمثل بأن السفير السعودي حتى الآن لم يزر رئيس الحكومة العامل حسان دياب ولم يستقبل أي موفد من قبله كما لم يلب دعوته ضمن إجتماعه مع السفراء، بينما زار الرئيس الحريري، ما يوحي بعدم إقتناع السعودية بدياب وحكومته وخطتها الاقتصادية ـ المالية، فضلا عما قاله البخاري بعد الاجتماع بأن “كل ما يقال عن تخلي السعودية عن سعد الحريري لا قيمة له”.

اللافت أن فريقي سعد وبهاء كل منهما قرأ زيارة السفير السعودي من زاويته.

يشير فريق سعد الى أن الزيارة تؤكد أن الرئيس الحريري هو الخيار الاستراتيجي للسعودية، وأنها لا تقف وراء ما يقوم به بهاء الحريري، كما أنها حريصة على وحدة وتماسك البيت السني الداخلي.

أما فريق بهاء فله قراءة مختلفة تماما، حيث يشير الى أن اللقاء بين البخاري وسعد الحريري روتيني، لكنه هذه المرة تمحور حول دخول بهاء الحريري الى الساحة السنية، وأن سعد أبدى رفضه للأمر خصوصا مع تنامي حضور بهاء في المناطق ذات الثقل السني، فكان رد السفير وليد البخاري بأن السعودية ضد التشنجات، وأن ما يحصل يقلق المملكة، متمنيا على الحريري وقف السجالات بما أن ساحة العمل الوطني تتسع للجميع، ويمكن لأي شخص أن يفعل ما يشاء، مجددا موقف المملكة بأنها مع الاستقرار ولا تتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية ولا تمنع أي شخص من العمل السياسي.

ويلفت هذا الفريق الى أن عدم إدلاء السفير السعودي بأي تصريح بعد الزيارة يؤكد أن اللقاء كان من أجل نقل رسالة سعودية محددة الى سعد الحريري الذي سرع الى إعطاء توجيهاته لدوائر بيت الوسط للترويج بأن اللقاء كان فيه دعما مطلقا له.

لا شك في أن قراءة كل من الفريقين تحتمل الصواب، إلا أن مصادر سياسية مطلعة أشارت الى أنه لو أرادت السعودية إيصال رسالة سلبية الى سعد الحريري لكان حصل ذلك عبر إتصال معه أو بايفاد مسؤول في السفارة، إنما حضور السفير وليد البخاري بشخصه وفي هذا التوقيت البالغ الأهمية، ونشر صورة عن اللقاء وتسريب معلومات من مصادر قريبة من السفارة السعودية، يجعل قراءة فريق سعد الحريري أقرب الى الواقع.   

Post Author: SafirAlChamal