كورونا ينفجر من جديد.. والحكومة بين التخبط والعجز… أحمد الحسن

لم تكتمل فرحة اللبنانيين بانخفاض اعداد المصابين بكورونا الى حدود الصفر قبل نحو إسبوع، حتى حصل ما  كان متوقعا وحذر منه الخبراء والاطباء، حيث انفجر الفيروس مجددا بوجه اللبنانيين والحكومة في موجة ثانية يبدو انها ستكون اقوى بكثير من سابقتها، خصوصا أن الارقام ترتفع من جديد وبشكل تصاعدي وكبير.

يوم أمس برز تطور خطير في منحى الارقام، فبعد ان كانت ارقام اصابات الوافدين اكبر من المقيمين اصبح العكس وسجل 23 اصابة بين المقيمين و 11 بين الوافدين الامر الذي يشير الى انتقال لبنان الى عدوى مجتمعية حيث يتفشي الفيروس بين المواطنين من دون القدرة على تحديد المصدر ما سيؤدي الى كارثة صحية خطيرة كما حصل في دول عدة لا سيما الاوروبية منها.

في ظل هذه الهجمة المرتدة لفيروس كورونا في لبنان، تظهر الحكومة اللبنانية التي اعلنت قبل ايام انتصارها على الوباء في تخبط وتأخر في اتخاذ القرارات والاجراءات اللازمة للسيطرة على كورونا الذي يحتاج في هذه الموجة الى تشدد كبير، وذلك بدءً من وزارة الداخلية التي اعادت حظر التجول من الساعة السابعة مساء الى الخامسة فجرا، لكن العبرة تبقى في التنفيذ، خصوصا أن إستهتار المواطنين بطرق الوقاية الصحية (كمامات وقفازات ومعقمات) كان واضحا، كما أن الازدحام والاكتظاظ في الشوارع  والمحلات التجارية ضرب كل قرارات التعبئة العامة، ما يستدعي أمام الهجمة الجديدة مزيدا من التشدد والحزم.

أما وزارة الصحة، فقد أبلى وزيرها البلاء الحسن خلال المرحلة الأولى، لكن إذا كان الوصول الى القمة صعبا، فإن الحفاظ عليها أصعب بكثير، من هنا فإن وزارة الصحة ستجد نفسها أمام تحديات جديدة في الموجة الثانية من كورونا، لجهة ضعف الامكانات في المستشفيات الحكومية التي تفتقر الى أجهزة تنفس ومعدات طبية، وعدم تنفيذ بعض القرارات المتعلقة بوضعها في جهوزية تامة وتأمين أماكن للعزل فيها، ما يهدد بكارثة في حال تفلت عداد الاصابات بكورونا من عقاله، وهي بدأت مع التقصير الذي ظهر جليا مع الوافدين من الخارج لجهة التقصير في متابعتهم وعدم إلزامهم بالحجر المنزلي ما أدى الى تفشي الفيروس بين أهاليهم وأصدقائهم.

في ظل هذه الصورة السوداوية، يستمر وزير التربية باصراره على رفض إنهاء العام الدراسي، وحرصه الى إستكماله والانكباب على دراسة الخطط التي تعيد الطلاب الى المدارس أو لايصال المعلومات إليهم عن بعد، في حين تعلو الصرخات مطالبة بوضع حد لهذا الضياع وإنهاء العام الدراسي على غرار ما فعلت دول أخرى.

هذه المعطيات تؤكد أن الحكومة تفتقر الى الانسجام والتنسيق بين أركانها، حيث ما يزال التخبط سيد الموقف، وهو من المفترض أن يتنامى أكثر فأكثر مع القرارات الجديدة بعودة التعبئة العامة ومنع التجول الليلي، حيث ستجد الحكومة نفسها أمام معضلة تأمين مقومات الصمود للمواطنين، في حين أنها ما تزال عاجزة عن مواجهة غلاء الأسعار بالدرجة الأولى، وعن إتمام توزيع المساعدات المالية الـ 400 ألف التي إنخفضت قيمتها الشرائية الى أكثر من النصف، ما يهدد بمزيد من الغضب الشعبي على حكومة لم تقتنع حتى الآن أن الحجر والفقر لا يلتقيان.


مواضيع ذات صلة:

  1. فضيحة جديدة في ″وزارة الطاقة″.. أين يذهب المازوت ″المدعوم″؟… أحمد الحسن

  2. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن

  3. كورونا ″يختبئ″ بين اللبنانيين.. الكارثة قادمة؟!… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal