صراع سعد وبهاء يهدد الحريرية السياسية.. ويقدم خدمة للخصوم!!… غسان ريفي

لم يكن ينقص الطائفة السنية في لبنان سوى صراع الأشقاء على الزعامة أو على رئاسة الحكومة أو على الحضور السياسي، حتى تكتمل دائرة الاستهداف الذي تتعرض له هذه الطائفة منذ فترة ومن كل حدب وصوب، بدءا من ضرب إتفاق الطائف، وإضعاف رئاسة الحكومة ومصادرة صلاحياتها على مرأى ومسمع رئيس الحكومة العامل، مرورا بالافتراء على زعاماتها وشخصياتها، وتهميش مرجعياتها الدينية، وإفقار مدنها ومناطقها، وصولا الى الصراع ضمن العائلة الواحدة كما هو حاصل اليوم بين الرئيس سعد الحريري وشقيقه بهاء الذي يقول مقربون منه الى أنه يطمح الى دور سياسي من بوابة ثورة 17 تشرين الأول.

ربما فات سعد وبهاء الحريري على حد سواء أن زعامة السنة في لبنان أو رئاسة الحكومة فيه، لا تدخلان ضمن إرث والدهما الرئيس الشهيد رفيق الحريري حتى يتنازعا عليهما بهذا الشكل، فالشهيد الأب وبالرغم من كل الامكانات والحضور المحلي والاقليمي والعالمي، كان يرضخ للارادة الشعبية من خلال الانتخابات النيابية، ويلتزم بشروط اللعبة السياسية التي وضعته أكثر من مرة خارج الحكم، فكان يمارس المعارضة بانتظار الظرف المناسب لعودته مجددا الى السراي التي كتب على مدخلها: “لو دامت لغيرك ما إتصلت إليك”.

كما أن السنة في لبنان ليسوا طائفة “شمولية” تسير خلف مرجع واحد ينافسه البعض بين الحين والآخر على الزعامة، بل هي تتميز بتنوع زعاماتها وشخصياتها السياسية الوازنة التي تتمتع بحضور شعبي كبير مستمد من الانتخابات النيابية، ويؤهلها لأن تلعب الدور الانقاذي المنوط بها سواء في الحكم أو في المعارضة وبمعزل عن عائلة الحريري، والشواهد على ذلك كثيرة سواء قبل إستشهاد رفيق الحريري أو بعده، ما يؤكد أن الصراع المستجد بين سعد وبهاء هو خارج النص وخارج الزمان والمكان.

ما يثير الاستغراب هو الصمت المطبق الذي يتحصن به سعد الحريري وشقيقه بهاء حيال ما يحصل، وأمام ما تشهده بعض المناطق اللبنانية من إستنفار لأنصارهما، الذين تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في توجيه الاتهامات والشتائم الى كل منهما، والمستغرب أكثر هو صمت عائلة الحريري من الأشقاء الى السيدة نازك، والعمة بهية الى أبناء العمة وسائر الاقارب، وترك الأمور تتفاعل في الشارع بما يعرضها الى مزيد من التأزم، وبالتالي تقديم خدمة مجانية الى كل الخصوم السياسيين الساعين الى إنهاء “الحريرية السياسية” التي تواجه اليوم تفككا داخليا قد يكون أخطر بكثير من إستهداف الخصوم.

يمكن القول، إنه لا يمكن لأي كان أن يمنع بهاء الحريري من العمل السياسي في حال رغب في ذلك، وهي ليست المرة الأولى في لبنان التي يتنافس فيها أشقاء أو أولاد عم أو أقارب في السياسة والنماذج كثيرة، لكن القرار في النهاية هو لصناديق الاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة التي تعطي الشرعية السياسية للفائزين، ما يحتم على الشقيقين أن يسارعا الى لملمة الشارع، وعدم السماح لبعض المستفيدين تأجيج الصراع بينهما، وذلك حفاظا على مدرسة والدهما الشهيد، وحفاظا على ماء وجه العائلة التي بدأت تواجه إتهامات بأنها تحولت الى بيت بمنازل كثيرة.



WhatsApp Image 2020-05-07 at 8.51.05 PM


مواضيع ذات صلة:

  1. ما بين بهاء وسعد.. حراك غامض وإحباط صامت!… غسان ريفي

  2. مصارفها خلف صفائح الحديد.. ماذا فعلت لكم طرابلس؟… غسان ريفي

  3. ثورة ″غب الطلب″.. من هي الجهات المستفيدة؟!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal