هبوط جعجع في بعبدا: ربحٌ أم خسارة؟… مرسال الترس

بغض النظر عن نتائج الربح والخسارة، يلاحظ المراقبون باستمرار أن خطوات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع السياسية تنطوي على “بروباغندا إعلامية” يجري التحضير لها مسبقاً، وتواكبها أثناء حصولها، وتعمل على تجميل صورتها أياً كانت النتائج!.

وأحدث ما سُجِّل في هذا السياق مشاركة “راهب” معراب في اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا لإطلاع “الزوّار” على الخطة الاقتصادية المالية التي وضعتها حكومة الرئيس حسّان دياب لمحاولة سبر أغوار الأزمة التي تعصف معيشياً وحياتياً في البلاد، نتيجة الممارسات الكارثية التي نُكِبَ بها لبنان على مدى العقود الثلاثة المنصرمة.

وإذا كان المعنى المُبَسّط “للبروباغندا” أنها معاكسة للموضوعية، وهدفها الرئيسي التأثير على المتلقي المُستَهدف، فعندها يُمكن إستطلاع ما قام به جعجع تجاه قصر بعبدا الذي يَقطن فيه رئيس الجمهورية، والذي يُعتبر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل “ضيفه” الدائم والمميز. فالأول شكّل أرقاً له في الماضي، والثاني يُشكل له أرقاً للمستقبل، ومن هذه الزاوية بالذات جاء هبوطه على القصر الجمهوري، بالرغم من تفسيرات أخرى أُعطيت وأبرزها:

الدائرون في فلك معراب والحريصون دائماً على تجميل آداء الحكيم، هللّوا للزيارة كونها كانت متفردة بشخص جعجع المعارض المحوري للعهد رغم نسف التوافقات مع التيار الوطني الحر، وأنه بذلك تقدّم على مختلف الزعماء الموارنة ولاسيما منهم الطامحون للمشاركة في السباق الرئاسي، معتبرين أن إبن بشري قد سَجَّل نقاطاً عدة في ملاعبهم من منطلق أنه ذهب الى حيث لم يجرؤ الآخرون مهما تعددت الأسباب، و”مستغربين” كيف أن مشاركته في اللقاء جاءت خلافاً لرأي شريحة واسعة من “الفاعلين” في القوات.

اما المنتقدون لإداء القوات وجعجع فرأوا في الزيارة “خيانة” لتوجه الرابع عشر من آذار الذي يَعتبر جعجع، منذ تَفَرُّق عشاق ذلك التجمع، أنه الأب الروحي الذي يحافظ على منهجيته.

وأنها ( أي الزيارة) طعنة لـ”تيار المستقبل” الذي يَحمل لواء مناكفة العهد منذ خروج الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري من السراي، ويَعتبر التيار أن الحريري قد سَلّف جعجع الكثير الكثير ولاسيما تغطية العفو عنه، ولم يبادله بالمثل.

 وأن “الهبوط” أقرّ بنجاح باسيل في استدراج جعجع الى المكان الذي يعتبره الأول ملعباً له، فيما يعتقد الثاني انه يُمهد الطريق للوصول اليه، ولذلك إستغل المكان ليوجّه رسائله التي يُمكن أن تكون لها فاعلية أكثر من التي توجّه من معراب.

وأن الزيارة كشفت بوضوح كيف تَرجَم جعجع، عبر مؤتمره الصحفي من بعبدا، الكلام الذي يتدحرج على ألسنة المسؤولين الأميركيين المُكلفين متابعة الملف اللبناني، ولاسيما منها ما يطرق أبواب حزب الله، رغم أنه حاول أكثر من مرة “مغازلة” الحزب بطرق “ضبابية” وآخرها عبر أزمة الكورونا.

وبين الموالين والمنتقدين يَعتقد المُراقبون بأن كل ذلك الآداء لا يَطعم خبزاً رئاسياً، لأن من يعجن ويخبز تلك الوجبة يضع دفاتر شروط مختلفة.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal