ميقاتي يتخلى عن الصمت.. ومَن يطرق الباب يسمع الجواب!… غسان ريفي

يتبع الرئيس نجيب ميقاتي منذ أن بدأ مشواره في العمل العام سياسة الأبواب المفتوحة مع الجميع، وحتى مع الذين يستهدفونه ويفترون عليه وما يزالون، وذلك ليس من منطلق ضعف أو خوف، بل إيمانا منه بأن القوة الحقيقية تكمن في عدم الانجرار الى أي فتنة، وفي الحفاظ على طرابلس وأهلها وتجنيبهم التوترات الأمنية، وحمايتهم من المؤامرات التي تسلك طريقها إليهم بشكل متواصل.

بات الرئيس ميقاتي على قناعة، بأن الصمت لم يعد ينفع في ظل هذا الكم من الضجيج السياسي والشعبي والثوري، لذلك فقد تخلى عنه وقرر أن يضع النقاط على الحروف، وأن يرد الصاع صاعين عندما تدعو الحاجة لذلك، فمن يطرق الباب يسمع الجواب، لكن من دون أن يتخلى عن الرقي السياسي الذي يتميز به في تعاطيه مع مختلف التيارات خصوما وحلفاء.

لا يخفى على أحد، أن الرئيس ميقاتي هو أكبر رب عمل في طرابلس وجوارها بعدما كشف عن وجود 1500 موظفا لدى مؤسساته، كما أنه الأبرز على المستوى السياسي في المدينة إنطلاقا من كونه رئيسا سابقا للحكومة، والأهم على المستوى النيابي بفعل تماسك كتلته الطرابلسية وإنسجامها مع تطلعاته، والأكثر عطاء في كل المجالات لا سيما الاجتماعية والصحية، حيث يدرك القاصي والداني في الفيحاء أنه لولا وجود مؤسسات العزم لكان فيها كلام آخر لا يسر عدو ولا حليف.

كل ذلك، يثير غضب المتربصين شرا بطرابلس التي بالرغم من كل مشاريعهم المشبوهة وأجنداتهم الأمنية المتقطعة ما تزال صامدة وتستند على كتف إبنها الذي قالها بالفم الملآن لكل من يريد أن يسمع وبالطرابلسي القح “صعبة حدا يهشلنا من مدينتنا”، وفي ذلك تعبير عن عمق العلاقة بين ميقاتي وأهله وعن ثقته المطلقة بهم، وهم الذين دعموا توجهاته، ومنحوه أكبر عدد من الأصوات الانتخابية في الطائفة السنية، ما يجعله يقف على أرضية صلبة يعمل من خلالها على حماية السلم الأهلي والاجتماعي في المدينة، قبل أن يحمي نفسه ضمن المعادلة السياسية.

بات معلوما أن ميقاتي كان ولم يزل في دائرة الاستهداف، فعندما تسلم رئاسة الحكومة وضمنها حكومة طرابلسية مصغرة، سارع المتضررون وبقرار سياسي من كل الأطراف الى تحويلها صندوق بريد لتنفيس الاحتقان السياسي.. وعندما عارض العهد بعدم إنتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، بدأ البعض يفتش وراءه، فلم يجدوا خلال 22 عاما من العمل السياسي ملفا واحدا سوى ملف قروض مزعوم ليس له إسم فيه، وأجمعت أكثر من هيئة قضائية على أنه لا توجد فيه أية مخالفة قانونية، ما يؤكد أن إبن طرابلس لا يدخل في ملفات مشبوهة أو تفوح منها روائح الصفقات والسمسرات في الفيول والكهرباء والتوظيفات مجالس الهدر والتهريب وغيرها.

يعلم ميقاتي أن حكومة حسان دياب هي حكومة عهد ميشال عون، وأن الامتناع عن تسميته والاحجام عن إعطاء حكومته الثقة في مجلس النواب، فضلا عن حرصه على أن يكون خط الدفاع الأول في الحفاظ على الطائف الذي ينتهك بشكل يومي وعلى صلاحيات رئاسة الحكومة التي تسعى تيارات سياسية الى مصادرتها، كل ذلك يضاعف من إستفزاز فريق العهد الذي يستهدفه بطرق شتى شخصية وسياسية، ومن دون أن يوفر طرابلس بهدف ضرب عصفورين بحجر واحد.

يدرك ميقاتي أن هذا الاستهداف لا يقدم ولا يؤخر، ولن يغير من المعادلة الطرابلسية شيئا، وأن مهمته الأساسية والمدعومة شعبيا هي العمل مع الغيورين لحماية السلم الأهلي في لبنان، والحفاظ على دور طرابلس الوطني، والانصراف في ظل هذه الظروف الصعبة وجائحة كورونا وإرتفاع سعر الدولار وشهر رمضان الى ردّ الأذى عن المدينة والاستمرار في بلسمة الجراح على كل صعيد، من دون النظر الى ما يدور من محاولات لتصفية حسابات ضيقة لا قيمة لها.


مواضيع ذات صلة:

  1. ميقاتي يسدّ ثغرات صحية.. ويستنفر ″العزم″ لمواجهة كورونا في طرابلس… غسان ريفي

  2. ميقاتي يفتح ثغرة في جدار الأزمة.. ويكسر المراوحة السياسة القاتلة… غسان ريفي

  3. لهذه الأسباب يُستهدف الرئيس نجيب ميقاتي… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal