عندما تأتي التصريحات عكس التوقعات!… مرسال الترس

لا شك في أن هناك اشخاصاً منحهم الله موهبة الخطابة كما العديد من المواهب التي يكتسبها المرء إما بالفطرة أو بالممارسة، ولذلك يعكف خبراء “صقل الشخصية” على نصح من يلجأون اليهم لتحسين أداءهم، ولاسيما السياسيون منهم، الى اعتماد الكتابة وليس الارتجال في إطلاق المواقف حتى لا تجرّهم حماستهم وعدم القدرة على التركيزالى مناقضة أنفسهم وبالتالي تأتي نتائج مواقفهم سلبية جداً على أدائهم العام فتهتز مصداقيتهم. وغالباً ما تنتهي محاولات ترميم صورهم الى الفشل. والأمثلة متعددة في معظم دول العالم:

فالرئيس الأميركي دونالد ترامب هدّد كوريا الشمالية ثم هادنها، ويصر اليوم على إتهام الصين بإطلاق وباء كورونا بالرغم من أنه لا يملك أية دلائل، ويتربص لها بالمزيد من العقوبات، في حين أن مصداقيته قد أهتزت أمام شعبه نظراً لمواقفه وتغريداته الملتبسة التي جعلت منه مسار سخرية محلية ودولية. وكذلك كان الأمر بالنسبة لصديقه رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الذي استهزأ بوباء الكورونا الى أن أصيب هو شخصياً وسجَلت بلاده أرقاماً مرتفعة في الاصابات والوفيات.

منظمة الصحة العالمية التي صفقّت للصين على أدائها في مواجهة كورونا، ظهر ممثلها أمس في بكين ليُعلن ان السلطات الصينية ترفض بشكل مستمر الطلبات التي تقدمها المنظمة للمشاركة في التحقيق في ظهور فيروس كورونا، الأمر الذي ربطه المراقبون باعلان ترامب وقف المساعدات للمنظمة.

حكام اسرائيل أوهموا مستوطنيهم أن الجيش “الذي يحميهم” هو الرابع عالمياً من حيث القوة، وهم اليوم يعيشون على هاجس أن تتسلل المقاومة في لبنان عبر الانفاق أو تعبر الحدود بسهولة من خلال قص سياج شائك من دون أن يستطيع ذلك الجيش تسجيل أي خرق.

البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي هاجم يوم الأحد رئيس الحكومة حسّان دياب لأنه استمزج مجلس الوزراء رأيه في إمكانية إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على خلفية الأزمة المالية، أطل يوم الخميس من قصر بعبدا ليقول أنه دعم ويدعم الحكومة.

رئيس الحكومة السابق سعد الحريري يتهم الرئيس دياب بأنه يردد كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل متجاهلاً أنه عقد قبل ثلاث سنوات اتفاقاً سرياً معهما ليكون رئيس الحكومة الوحيد طوال العهد.

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أوقع نفسه في مأزق فعلي عندما أقنع الناس بأن ودائعهم بخير، ليستفيقوا على مصارف مقفلة وعدم وجود سيولة، وليطل عليهم هذا الأسبوع تلفزيونياً في عبارات زادت اللبنانيين قلقاً.

واخيراً وليس آخراً، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل دأب منذ العام 2009 يتحدث عن امكانية تأمين الكهرباء للبنانيين اربعاً وعشرين ساعة في اليوم، حتى بات مضرب مثل لمجمل السياسيين في اتهامه بالتقصير الفاضح والهدر الخارج عن المعقول في هذا الملف. الثابت لدى المتابعين أنه بين التطبيل والواقعية خيط رفيع من المصداقية.


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal