ما بين خطة حسان دياب.. وفاليري جيسكار دستان!!!… غسان ريفي

مبروك للبنان.. الدولار بـ 3500 ليرة لبنانية لارضاء صندوق النقد الدولي!.

مبروك للبنان.. الشركات تقفل أبوابها بالعشرات وتسرّح عمالها وآخرها شركة كوكا كولا!.

مبروك للبنان.. أسعار المواد الغذائية في إرتفاع جنوني على تسعيرة الدولار في السوق السوداء!.

مبروك للبنان.. خطة كهرباء بلا خطة حيث لا خطة تعلو فوق خطة جبران باسيل!.

مبروك للبنان.. خطة إقتصادية ـ مالية بلا روح فيها تدابير حبرا على ورق من دون ترجمات فعلية بشكل ينعكس إيجابا على الأسواق!..

مبروك لبنان.. دخول أكثر من 60 بالمئة من شعبه في نادي الفقراء بعدما إفترس الدولار رواتبهم التي تقلصت الى النصف بفعل الأزمة الاقتصادية ومدخراتهم المالية!..

مبروك للبنان.. شارع غاضب يُستخدم وقودا من مختلف الجهات السياسية والأمنية لتوجيه الرسائل النارية بحرق مصارف وتهديد مؤسسات وتكسير ممتلكات عامة وخاصة!.

مبروك للبنان.. الوقوف على شفير الفتنة بمواجهات دامية بين المحتجين والجيش والأجهزة الأمنية أسفرت عن سقوط شهيد ومئات الجرحى من العسكريين والمدنيين!..

مبروك للبنان.. كورونا التي تهدد اللبنانيين الذين كسروا قرارات حكومتهم بالتعبئة العامة، لفشلها في تأمين مقومات الصمود حيث نسيت أو تناست أن الحجر والفقر لا يلتقيان!.

مبروك للبنان.. خطة إقتصادية تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن خطة الحكومة التي أسقطتها ثورة تشرين، تتضمن تحرير سعر صرف الليرة، وبيع ممتلكات الدولة، وتقليص القطاع العام، وفرض ضرائب مرتفعة!.

مبروك للبنان.. حكومة غارقة في التنظير والتوصيف والوعود من دون القيام بخطوات تنفيذية فعلية لمعالجة أزمات اللبنانيين الذين ملوا الأقوال إذا لم تقترن بأفعال!.

بالأمس أطل رئيس الحكومة حسان دياب ليزف للبنانيين البشرى، ويبارك لهم ويهنئهم بأن “صار لدينا خطة إقتصادية ـ مالية”، فظن المواطنون من حرارة التهاني، أنهم سيستفيقون اليوم على دولار بـ 1515 ليرة، وعلى مصارف تفتح أبوابها للمودعين لسحب ما يشاؤون من أموال، وعلى سقف منخفض للأسعار، وعلى عودة الى الوظائف التي خسرها مئات الآلاف، قبل أن يصحوا على واقعهم المرير، وهو أن لديهم حكومة “بتعمل من الحبة قبة” ولديها الخبرة الكاملة في كيفية إظهار البطولات الوهمية في بلد يحتاج الى قرارات غير تقليدية لوقف الانهيار الذي لن ينجوا منه أحد.

قبل 45 عاما زار الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار دستان جمهورية مصر العربية التي كانت تحت حكم الرئيس أنور السادات، وقد إحتفلت به الدولة بحفاوة بالغة، وبدأت تطلق الوعود للمصريين بأن هذه الزيارة ستحمل كثيرا من المساعدات التي ستنعكس إيجابا على الشعب المصري الذي لم يلمس أي تغيير في حياته البائسة.

يومها كتب الشاعر القدير أحمد فؤاد نجم قصيدة، سارع الشيخ إمام الى تلحينها وغنائها، ويقول مطلعها: فاليري جيسكار ديستان… والست بتاعه كمان… حيجيب الديب من ديله… ويشبع كل جعان… يا سلاملم يا جدعان… ع الناس الجنتلمان… داحنا حنتمنجه واصل… وحتبقى العيشه جنان… التليفزيون حيلون… والجمعيات تتكون… والعربيات حتمون بدل البنزين بارفان…

ربما من حظ حكومة حسان دياب أنه لا يوجد اليوم في لبنان أحمد فؤاد نجم ولا الشيخ إمام لكي يقومان بتوصيف خطته الاقتصادية!!..  


مواضيع ذات صلة:

  1. صراع دياب ـ سلامة.. إضعاف لرئاسة الحكومة!!… غسان ريفي

  2. هل يعلم رئيس الحكومة أن الدولار تجاوز عتبة الثلاثة آلاف ليرة؟!… غسان ريفي

  3. كل شيء في لبنان بات يستدعي ثورة!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal