جرس خطير يُنذر بالانفجار الكبير.. هل من يسمع؟… عزام .غ. ريفي

يبدو أن السيناريو اليوم هو وضع الأخ في مواجهة أخيه، والفقير في مواجهة الفقير..

هذا السيناريو المهين يفرض نفسه على اللبنانيين الذين يتطلعون الى طوق نجاة ينقذهم من هاوية الفقر والجوع، والى حكومة تقدم لهم الحلول والمعالجات الناجعة لأزماتهم التي لم يعد ينفع معها تدابير تقليدية بل تحتاج الى خطوات عملية سريعة لاعادة الأمور الى نصابها والتخفيف من حجم الغضب في الشارع خصوصا بعدما تجاوز الدولار سقف الأربعة آلاف ليرة، وبعدما تجاوزت الاحتجاجات الخطوط الحمر.

يمكن القول إن اللبنانيين الذين تسلل اليأس الى نفوسهم يصرخون في مكان، بينما الحكومة تعمل في مكان آخر، فهم كانوا ينتظرون قرارا سريعا يفضي الى تجميد سعر صرف الدولار وأسعار المواد الغذائية، فوجدوا أن الحكومة تشتكي مثلهم وتحذر من الوضع السيء وتهتم بشؤون لا تمت بصلة الى الواقع الراهن.. كانوا ينتظرون المساعدات المالية لتسد رمقهم في زمن الكورونا والبطالة وقرارات التعبئة العامة، فوجدوا لامبالاة وإستلشاق وتعديل على التعديل في قوائم المستفيدين.. كانوا ينتظرون إحتضانا من الدولة، فوجدوا الجيش بالمرصاد لتحركاتهم الغاضبة الناتجة عن سياسة حكومة من دون رؤية، عاجزة ومتخبطة.

كثيرة هي التساؤلات التي يمكن أن تطرح في هذا المجال، هل بوضع الجيش اللبناني في وجه أهله تحل الأزمات؟، وماذا ينتظر المعنيون من شعب خسر عمله ورواتبه وتم حجره في البيوت ثم فقد القيمة الشرائية لمدخراته المالية التي إفترسها الدولار؟، هل فكرت الحكومة بشعبها الذي أصبح تحت خط الفقر؟، وهل تشعر أن لبنان يسير نحو الانهيار الكامل؟، وهل تعلم أن ما يحصل يهدد السلم الأهلي؟، وهل هكذا يمكن أن تكسب الحكومة ثقة شعبها؟، لا يوجد عاقل يمكن أن يكون مع العنف أو الاعتداء على الممتلكات العامة، كما لا يوجد عاقل يمكن أن يكون مع حكومة تضع كل تحرك وكل توجيه وكل إنتقاد وكل إحتجاج في خانة المؤامرة.

ما حصل خلال اليومين الماضيين كان بمثابة جرس خطير ينذر بالانفجار الكبير والقريب، خصوصا أن التحركات آخذة في التصعيد، والضغوطات المعيشية تشتد يوما بعد يوم على مواطنين فقدوا الأمل ولم يعد لديهم ما يخسروه، فإما أن تبادر الحكومة الى إيجاد الحلول السريعة ماليا ومعيشيا وإجتماعيا لاعادة الانتظام الى حياة اللبنانيين، وإلا فإن الآتي أعظم.


مواضيع ذات صلة:

  1. ثورة 17 تشرين الأول ليست سوى نقطة في ″التسونامي″ المقبلة!… عزام غ ريفي

  2. طرابلس قسمان: قسم يختنق من العزلة.. وآخر يرى في التجول استهتارا!… عزام غ ريفي

  3. طرابلس تصرخ وجعاً… والخيار بين الكورونا أو الجوع!… عزام غ ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal