للجيش مع طرابلس حكايات لا تنتهي من الشرف والتضحية والوفاء… غسان ريفي

لم يخلف الجيش اللبناني في يوم من الأيام موعدا مع طرابلس، بل كان الحاضر الدائم للدفاع عنها وعن أهلها ومؤسساتها وسلمها الأهلي وعيشها المشترك، حتى غدت المؤسسة العسكرية صمام أمان مدينة العلم والعلماء.

للجيش مع طرابلس حكايات لا تنتهي من الشرف والتضحية والوفاء، فهو في التوترات حاضر للأخذ على يد العابثين بالأمن، وفي السلم مبادر لتأمين ما أمكن من مساعدات للعائلات الفقيرة، وفي الاحتجاجات مستعد للدفاع عن المؤسسات العامة والخاصة، وفي الأزمات مساهم في بلسمة الجراح والتخفيف من معاناة المواطنين.

لا يمكن لطرابلس أن تنسى الجيش اللبناني الذي واجه كل من حاول أو فكر في الاعتداء عليها أو في ضرب تنوعها وإنفتاحها أو في إلباسها قناعا ليس لها، وبذل الدماء على مدار سنوات ومحطات كثيرة لكي يحافظ على وجه المدينة الحضاري المشرق والسلمي، فدخل الى كل بيت، وترك أثرا طيبا في كل نفس، وتماهى مع الطرابلسيين الذين يردون التحية له بأحسن منها، ويضعونه في القلوب والعيون، ويرفضون كل تعرّض له ويتبرأون ممن يحاولون الاساءة إليه.

بالأمس أمضى الجيش اللبناني يوما عصيبا متنقلا بين شوارع طرابلس المتفلتة من عقالها لاعادة الانتظام العام إليها، والحد من تداعيات الاحتجاجات العنفية التي شهدتها والناتجة عن إنفجار إجتماعي كان فتيله بلوغ الدولار سقف الأربعة آلاف ليرة، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني، وغياب المعالجات الرسمية.

تعاطى الجيش مع فقراء الشمال الذين إتخذوا من طرابلس منصة للتعبير عن غضبهم وإيصال رسائلهم باحراق مصارف وتكسير أخرى، بوعي وحكمة أوصى بهما القائد جوزيف عون الذي يُسجل له حمايته للمتظاهرين والمحتجين في كل المناطق اللبنانية منذ إنطلاق ثورة 17 تشرين الأول الى اليوم، وحماية ممتلكات الناس من أذى المندسين والمشاغبين، وتحويل المؤسسة العسكرية الى حاضنة للمدنيين الذين يجدون فيها مظلتهم وأمانهم وحصنهم المنيع.

طرابلس كما كل مدن ومناطق لبنان يحفظون للجيش تضحياته، وهو إذ يشكل القاسم المشترك الوحيد المتفق عليه بين كل اللبنانيين، يترجم ذلك دفاعا عنهم وإحتضانا لهم، أما المندسون الذين يستهدفون العسكريين تحت ستار الاحتجاجات الغاضبة، فالجميع منهم براء.


مواضيع ذات صلة:

  1. كل شيء في لبنان بات يستدعي ثورة!… غسان ريفي

  2. هل يعلم رئيس الحكومة أن الدولار تجاوز عتبة الثلاثة آلاف ليرة؟!… غسان ريفي

  3. كفى إساءة الى طرابلس!… غسان ريفي


 

Post Author: SafirAlChamal