إصابات كورونا في القطين والضنية ترتفع: هل يُحتوى الفيروس قبل وقوع الكارثة؟… عبد الكافي الصمد

جذبت بلدة القطين ـ الضنية الإهتمام يوم أمس في المنطقة على نطاق واسع، بعدما تمّ الكشف فيها عن ظهور أربع إصابات بفيروس كورونا، ما يرفع عدد المصابين في البلدة إلى 7، وفي الضنية إلى 13 مصاباً، وسط مخاوف جدّية وقلق واسعين من أن يكون ذلك مقدمة لتفشّي هذا الفيروس في المنطقة، وخروجه عن السيطرة في مرحلة لاحقة.

واللافت في الأمر أنّ أغلب المصابين، ليس أنّهم فقط يمتّون إلى بعضهم البعض بصلة قرابة، بل لأنّه  لم تظهر عليهم عوارض المرض، إنّما تبين ذلك بعد فحوصات مخبرية عشوائية تم إجراؤها على عينة من أهالي البلدة قام بها فريق طبّي متخصص تابع لوزارة الصحة العامّة، بالتعاون مع الجهاز الصحّي التابع لاتحاد بلديات الضنية الذي يرأسه الدكتور محمد سلمى، الإختصاصي في علم الجراثيم، وبالتعاون مع طبيبة القضاء الدكتورة بسمة الشعراني.

حتى ظهر يوم أمس كان عدد المصابين في البلدة 3 فقط، إلى أن تبين ظهور إصابة رابعة، قبل الإنتظار والترقّب لساعات عدّة قبل ظهور نتائج الفحوصات المخبرية لـ18 شخصاً كانت أخذت منهم عينات بشكل عشوائي في مستشفى سير ـ الضنية الحكومي وأرسلت إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت للتأكّد منها، وأظهرت وجود ثلاث إصابات جديدة في البلدة.

وبهذه النتيجة يرتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الضنية إلى 13 إصابة موزعة بين بلدات المنطقة كالتالي: عاصون (إصابة واحدة، وهي أول إصابة ظهرت في الضنية في 23 آذار الماضي)، سير (5 إصابات) والقطين (7 إصابات)، بينما سجلت وفاة مصاب واحد من بلدة سير في 22 نيسان الحالي.

الدكتور سلمى الذي يدعو بعد ظهور الإصابات السبع في القطين إلى إجراء مسح شامل في البلدة، وكذلك في جميع بلدات الضنية، يوضح أمراً يراه في “غاية الأهمية والخطورة” في آن معاً، وهو أن “المصابين لم تظهر عليهم عوارض الإصابة بالفيروس، لا بل إن أحدهم بسبب وسواس إنتابه أجرى فحصاً وتبين من خلاله أنه مصاب بالفيروس”، مضيفاً أن “هؤلاء إذا ما احتكوا مع أشخاص مسنين أو مرضى فإنّهم سوف ينقلون الفيروس إليهم بسهولة، خصوصاً أنّ المصابين الذين لم تظهر عليهم العوارض يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ويختلطون مع عدد كبير من الناس، وهذا أمر يدعو للقلق”.

خوف الدكتور سلمى من تفشّي الفيروس يردّه إلى “عدم إلتزام المواطنين بالحجر الصحي المنزلي كما يجب، وإلى ضعف الإمكانات الطبية والإستشفائية في الضنّية، خصوصاً لجهة عدم توافر أجهزة تنفّس، ما يعني أنّنا مقبلون على كارثة فعلية إن لم يتدارك الأهالي جميعاً والمسؤولين كافّة الأمر مبكّراً”، ودفعه إلى دعوة النوّاب والبلديات واتحادات البلديات وجميع الجهات المعنية الأخرى إلى “الضغط على وزارة الصحّة من أجل تأمين مستلزمات مواجهة فيروس كورونا في الضنية قبل فوات الأوان”.

من جهته، لفت رئيس إتحاد بلديات الضنية محمد سعدية إلى أنه “بعدما ظهر هذا العدد من المصابين بفيروس كورونا في القطين وعبر عينات عشوائية، ما يؤكد وجود مصابين آخرين غير مكتشفين، فإن ذلك يعود بالمقام الأول إلى عدم إلتزام الأهالي بالحجر الصحي المنزلي، وبتعليمات وزارة الصحة، ذلك أن أصحاب المحال والمقاهي يمارسون عملهم في البلدة كالمعتاد، ضاربين بعرض الحائط كل التنبيهات والتحذيرات”.

وأهاب سعدية “بالأجهزة الأمنية وهيئة إدارة الكوارث في الضنية ووزراة الصحة وضع حد لهذا التهاون بصحة الناس، والعمل على إلزام المواطنين بالحجر المنزلي، علماً أن القطين هي متداخلة مع بلدة سير عاصمة القضاء، ولذلك يجب إتخاذ التدابير العاجلة، ووضع حدّ لهذا الفلتان من أجل منع إنتشار الفيروس”.

ومع أنّ القطين ليست منتسبة إلى اتحاد بلديات الضنية أو إلى اتحاد بلديات جرد الضنية، فإن سعدية أكد أننا “نضع جميع إمكاناتنا وإمكانات لجنة خلية الأزمة بتصرف الأهالي بهدف وضع حد لهذا الفيروس الخطير”.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحكومة تستدرك خطأها: الجيش بدل الإغاثة والمساعدات نقدية… عبد الكافي الصمد

  2. زيارات دياب الخارجية تربكه: دولٌ تُحرجه ودولٌ تتجاهله… عبد الكافي الصمد

  3. خلاف المستقبل ـ القوات: حكومة دياب المستفيد الأوّل… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal