لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد..
مسجد المعلق
يقع جامع المعلق في محلّة الحدادين، ويمرُّ من تحته الشارع الرئيس المؤدي إلى سوق العطارين والى الحمام الجديد، لذلك عرف بالمعلق أي المعلى أو العالي عن مستوى الشارع، هو من أهم وأبرز المعالم الأثرية، بناه الأمير محمود بن لطفي الزعيم عام 969 هـ 1562 م، في أوائل الحكم العثماني في بلاد الشام، في عهد السلطان سليمان القانوني، وتزين مدخله لوحة نقش عليها إسم بانيه.
يتميز جامع المعلق بمئذنته المثمنة الأضلاع والتي تلاصقها قبة صغيرة فوق الباب وبمدماكين من الحجارة السوداء، كما يحيط به من الجهة الشرقية حديقة تحتضن ضريح الأمير باني الجامع وقصره المهجور، كما يضم مصلى صيفي كبير، تحمل جدرانه نقوشا وزخارف فنية، وفيه عقود حجرية عدة.
جامع المعلق هو واحد من سلسلة آثار عثمانية ما تزال قائمة وشاهدة على تلك الحقبة التاريخية في محلة باب الرمل ـ الحدادين، وقد كان مقصدا لكبار علماء المدينة الذين كانوا يدرّسون ويؤمون الصلاة فيه، وكان يأتي إليه الناس من مختلف أنحاء المدينة، خصوصا أنه جرى بناؤه بطابع معماري مميز وفيه مكتبة والعديد من الملحقات التي تحتاج جميعها مع المسجد الى إهتمام وإعادة ترميم بما يرفع صفة الاهمال عنه.
