استكمال العام الدراسي في الصيف.. لماذا كل هذا الاصرار؟… أحمد الحسن

لا يزال وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب وأركان فريقه يصرون على استكمال العام الدراسي الحالي رغم كل الكوارث التي إنعكست سلبا على واقع التعليم في لبنان منذ انطلاق الانتفاضة اللبنانية في 17 تشرين الاول يوم اقفلت الطرقات وتعطلت المدارس وصولا الى جائحة فيروس كورونا التي تهدد العالم بأكمله ومن ضمنه لبنان.

ورغم أن عداد فيروس كورونا المتصاعد يوميا وارقامه التي تخطت الـ 700 اصابة في لبنان، تتجه الحكومة ووفق معطياتها الخاصة الى فك التعبئة العامة تدريجيا لاعادة الحياة الى طبيعتها حيث وضعت خطة حول كيفية اعادة كل قطاع الى العمل، ومنها القطاع التربوي بهدف اعادة فتح المدارس والحضانات في 8 حزيران 2020 لاستكمال العام الدراسي.

وبعيدا عن كل التجاذبات التي رافقت قرار متابعة العام الدراسي عن بعد الكترونيا لإكمال المناهج التعليمية، وما نتج عن ذلك من مشاكل تقنية، تربوية واجتماعية، تبدو شهية البعض ما تزال مفتوحة على إجراء مقارنات تربوية مع دول العالم المتطورة، من دون مراعاة للإمكانات والظروف القائمة في لبنان.

يبدو ان العام الدراسي الحالي سيستكمل في فصل الصيف الى حين اجراء الامتحانات الرسمية، الامر الذي سيشكل عائقا كبيرا امام الطلاب خاصة وان صيف لبنان حار واجهزة التبريد غير موجودة في المدارس اضافة الى اكتظاظ كثير من الصفوف وتكديس التلاميذ في الباصات الامر الذي يضرب شروط التباعد الاجتماعي الذي تحدث عن لزومه وزير الصحة حمد حسن حتى لو تم انهاء التعبئة العامة فالاخلال به قد يشكل كارثة صحية خاصة وان كورونا لم ينته بعد ولا لقاح له ولاتزال منظمة الصحة العالمية تحذر من تخفيف اجراءات كورونا في كل الدول.

هذا بالاضافة الى الاحتجاجات المطلبية التي عادت لتطل برأسها يوميا رغم كورونا، حيث يُقدم المحتجون على قطع الطرقات ومواجهة القوى الأمنية وصولا الى أعمال الشغب، ما قد ينذر بإستكمال سيناريو الانتفاضة اللبنانية فور اعلان انتهاء التعبئة العامة ليعود اقفال الطرقات وتعطيل الحركة الى أقوى وأعنف مما كان عليه سابق، في ظل جنون الدولار.

ووفق كل هذه المعطيات وغيرها التي تقف في وجه العام الدراسي في لبنان يتساءل كثير من المتابعين ومن الأهل، لماذا هذا الاصرار على اكمال العام الدراسي في حين ان دولا كبرى ليس لديها ازمات مثل لبنان قد انهته للمحافظة على طلابها وشبابها؟، وهل يريد وزير التربية ومن ورائه الحكومة تحقيق إنجازات على حساب طلاب لبنان وصحتهم ومستقبلهم التعليمي؟، ومتى ستعمل الحكومة والوزارات فيها بوحي من مصلحة المواطن، وليس من وحي السعي لتحقيق البطولات الوهمية؟.


مواضيع ذات صلة:

  1. عكار مهددة بكارثة.. كفى استهتارا بكورونا… أحمد الحسن

  2. كورونا ″يختبئ″ بين اللبنانيين.. الكارثة قادمة؟!… أحمد الحسن

  3. لبنان يهتز أمنيا.. وقنابل موقوتة لا يعلم أحد متى تنفجر!… أحمد الحسن


 

Post Author: SafirAlChamal