إصابات جديدة بكورونا تظهر في الضنّية: هل تفشّى الفيروس؟… عبد الكافي الصمد

هل تفشّى فيروس “كورونا” في الضنية على حين غفلة من الأهالي والمسؤولين، أو بسبب عدم التزام السكّان بشكل جدّي بالحجر الصحّي المنزلي، ما إدى إلى توسّع رقعة انتشاره بشكل خطير للغاية في بلدات وقرى المنطقة على نحو بات ينذر باحتمال خروجه عن السيطرة مثلما حصل في أقضية لبنانية أخرى، مثل بشري وزغرتا وجبيل وغيرها، لم يلتزم أهلها على نحو مناسب بالحجر المنزلي، وكيف يمكن إستدراك الأمور قبل استفحالها أكثر؟.

هذه الأسئلة المليئة بالقلق والخوف، وحتى الذعر، طرحت في الأيام الأخيرة في الضنية على نطاق واسع، بعدما ارتفع عدد المصابين بالفيروس من جهة، ووصول عددهم إلى ثمانية، ومن جهة أخرى إثر حصول أول حالة وفاة بسبب الفيروس في بلدة سير في 22 نيسان الجاري، وسط أجواء لا توحي بالإطمئنان إلى ما قد تحمله الأيّام المقبلة من أخبار غير سارة.

هذه الأسئلة طرحت بعد الإعلان يوم أمس عن ظهور إصابتين بالفيروس في بلدة القطين إضافة إلى ستة أشخاص مشتبه بهم كلهم من عائلة واحدة، بعدما كانت بلدة سير قد شهدت في 17 و19 نيسان الجاري ظهور خمس إصابات من عائلة واحدة أيضاً، ليرتفع عدد الإصابات في الضنية إلى ثمانية، بعدما كانت بلدة عاصون قد سجلت ظهور الإصابة الأولى في الضنية في 23 آذار الماضي.

وأسهم حصول أول وفاة في الضنية لمصاب بفيروس كورونا في بلدة سير في 22 نيسان الجاري، وهو ربّ الأسرة التي أصيب أفرادها بالفيروس، بارتفاع منسوب القلق، والإستياء من عدم إلتزام المواطنين بيوتهم في هذه الفترة، والخشية من أن يؤدي هذا التفلّت وممارسة البعض حياتهم وكأنّ شيئاً لم يحصل، في تفشّي الفيروس على نطاق واسع، والتسبّب ظهور إصابات بالجملة ووقوع وفيات.

هذه الخشية ابداها امس الدكتور محمد سلمى، الطبيب الاختصاصي في علم الجراثيم والذي يشرف على الجهاز الصحي التابع لاتحاد بلديات الضنية، ويقوم بالتعاون مع طبيبة القضاء الدكتورة بسمة شعراني في متابعة تطور انتشار الفيروس في المنطقة ومواجهته، عندما لفت الى أن عدد الإصابات بفيروس كورونا في بلدة القطين هو إصابتين وليس إصابة واحدة، كما نشر سابقا، وأن الإصابة الأولى حصلت قبل نحو أسبوع عندما أصيب رجل مسن هو ع. ك. بالفيروس وهو موجود في مستشفى طرابلس الحكومي حيث يخضع للعلاج فيه، وأن الإصابة الجديدة التي سجلت مؤخراً تعود لحفيدته، ما يرفع عدد الإصابات في الضنية إلى ثمانية.

وأوضح سلمى أنّ “الحالات المشكوك بإصابتها بالفيروس في بلدة القطين هي ستة، بعدما أظهرت الفحوصات وقوع النتائج في المنطقة الرمادية بين السلبية والإيجابية، وأن الإصابات موزّعة بين بلدتي القطين وسير، حيث التداخل كبير بين البلدتين جغرافياً وسكانياً وإجتماعياً، والمصابون فيها يمتّون بصلة قرابة للمصاب الأول، وهم إما أولاده وإما أحفاده، وأنّه ستجري فحوصات مخبرية جديدة لهم اليوم الإثنين في مستشفى سير ـ الضنية الحكومي، بعدما جرى عزلهم”.

سلمى الذي حذّر من فيروس كورونا، ووصفه بأنه “فيروس خبيث قادر على الإختباء، وأن كشفه ليس سهلاً”، أشار إلى أن “بعض الأشخاص تبين إصابتهم بالفيروس من دون أن تظهر عوارضه عليهم، وهذا أمر بالغ الخطورة لأنه يجعل المصاب يختلط مع آخرين، ويتسبب في انتقال الفيروس إليهم”، معتبراً أن “الوضع لا يطمئن، لأن المواطنين في الضنية لا يلتزمون كما يجب بالحجر المنزلي، إذ يختلط أبناء العائلات الواحدة معاً، من أعمام وأخوال وأمثالهم، بدلاً من أن تلتزم كل عائلة في بيتها”.


مواضيع ذات صلة:

  1. الحكومة تستدرك خطأها: الجيش بدل الإغاثة والمساعدات نقدية… عبد الكافي الصمد

  2. زيارات دياب الخارجية تربكه: دولٌ تُحرجه ودولٌ تتجاهله… عبد الكافي الصمد

  3. خلاف المستقبل ـ القوات: حكومة دياب المستفيد الأوّل… عبد الكافي الصمد


 

Post Author: SafirAlChamal