نموذج الإطاحة بالحكومات يستعيد نفسه!… مرسال الترس

 التطورات التي سُجلت هذا الاسبوع ابتداء من عودة الحراك الشعبي عبر السيارات الى الشارع بعد إنكفاء لشهرين بسبب أزمة الكورونا اللعينة، معطوفة على إنفلات أسعار الدولار الأميركي تجاه الليرة اللبنانية وتخطيه لحاجز الثلاثة الآف وخمسمئة ليرة بدون سقف بالتزامن مع عودة الرئيس السابق للحكومة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الى بيروت بعد ″رحلة استجمام″ الى العاصمة الفرنسية إثر استقالته من الحُكم بُعيد إنطلاق الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول الفائت؟ دفعت بالمُتابعين الى تشبيه هذه المرحلة بإسقاط الحكومة الأولى للرئيس الراحل عمر كرامي في العام 1992. والحكومة الخامسة للرئيس سليم الحص عام ألفين، فهل هي الصُدفة أم استعادة للمشهد؟..

لم ينس أحد أن حكومة كرامي سقطت في ربيع العام 1992 بـ”ثورة دواليب معطوفة على ارتفاع الدولار”، وحكومة الحص سقطت بالتهديدات السياسية المصحوبة بامكانية تحريك الشارع وإنفلات اسعار العملة، وهو الوضع المشابه الذي يَقُضّ مضاجع حكومة الرئيس حسان دياب، وسط أوضاع اقتصادية واجتماعية في غاية السوء، في حين توقّع بعض الخبراء عبر وسائل الأعلام أن سعر الدولار  قد يتخطى سقف العشرين الف ليرة خلال أشهر اذا لم تَتّخذ “حكومة التحديات” اجراءات سريعة وفاعلة لوقف الأنهيار.

فحتى دياب إنتقد إثر الجلسة التشريعية لمجلس النواب تعاميم مصرف لبنان التي لم تُجدِ نفعاً في لجم جنون اسعار صرف الدولار مع تحكُّم المصارف بأموال المودعين قائلاً بصراحة: “إن الحكومة لم توضع في أجواء ما يُتخذ من تدابير”، مما إنعكس هستيريا في أثمان السلع الأستهلاكية، مما يوحي بأن هناك أشباحاً تقف وراء “قبة الباط” تلك، من أجل دفع الناس الى ثورة حقيقية وفوضى عارمة.

فهل هي الصدفة التي جمعت بين انفلات سعر الدولار واستئناف”الحراك السيّار” الى الشارع وظهور الشيخ سعد في بيروت وحركة لافتة للسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيّا طُرحت معها علامات استفهام عدة؟    

صحيح أن الرئيس كرامي قد فوجئ ذاك الربيع بحجم حرق الدواليب في الشوارع والارتفاع غير المبرر لصرف الدولار الاميركي، والرئيس الحص أُسقط في الانتخابات النيابية أمام شخصية غير معروفة رغم تاريخه السياسي، ولكن العديد من الاوساط السياسية والصحافية كانت على اقتناع بأن ذلك قد  حصل في الحالتين لفتح أبواب السراي الحكومي أمام الرئيس رفيق الحريري. فهل ما يجري في ربيع العام 2020 لصالح إمكانية عودة النائب سعد الحريري الى جنة الحكم التي غادرها بارادته وإصراره؟

بالأمس قيل أن الرئيس دياب يختلف في طبعه كثيراً عن الرئيسين عمر كرامي وسليم الحص، وهو لن يكون “لقمة سائغة” لآل الحريري بخاصة أن الظروف “السياسية والأمنية” مختلفة تماماً عما هو قائم اليوم على الساحة اللبنانية. فهل ستستطيع خطة الحكومة “المالية للأنقاذ” الوقوف في وجه التسونامي الداخلي المُسيّر بأصابع عادة ما تكون ملطخة بالدماء والدموع؟.  


مواضيع ذات صلة:

  1. مَن يتّهم مسيحيي لبنان بالعمالة لاسرائيل؟… مرسال الترس

  2. عندما تختلط ″الكورونا″ اللعينة بالاعتبارات الموبوءة!… مرسال الترس

  3. هل يستطيع الحريري العودة الى السراي بعد مئة يوم؟… مرسال الترس


 

Post Author: SafirAlChamal